من أنا

صورتي
القاهره, Egypt
انسان يتوق الي المعرفة والي الحياة ؟؟؟

الأحد، 25 يناير 2009

الشاعرعبدربة القميشي

الشاعر عبد ربه القميشي
شاعر حميرالشاعر عبد ربه بن عوض بن صالح القميشي:
شاعراً معاصراً من شعراء منطقة هدى (لقموش ) م / حبان م / شبوة . ويعد من كبار شعراء العامية في شبوة عامة ومنطقة حمير خاصة ، وهو شاعر معروف ومشهور بين القبائل في شبوة ، ولا تقل شاعريته عن كثير من كبار الشعراء المعروفين حالياً ، بل ويتفَّوق على البعض منهم ، ولا نبالغ إذا قلنا بأنه يُشكّل الركيزة الثالثة بين الشاعرين العظيمين : السيد محسن البغدادي – رحمه الله – والشاعر المرحوم / محمد صالح باسردة . بل له الكثير من المساجلات الشعرية والزوامل والقصائد والمحازي هو والسيد محسن البغدادي وكثير من الشعراء المعاصرين .وإن كان شاعرنا من قبيلة ( لقموش ) إلا إنه كان ناطقاً باسم ( حمير ) عموماً في الكثير من المواقف المشهورة مدافعاً عنها في المناسبات المختلفة . ولهذا الشاعر الكثير من الأشعار والزوامل والمراجيز والمغاني . ومن قصائدة المشهورة حتى هذه اللحظة قصيدته المسماة ( قصيدة حمير ) والتي قالها في بداية النصف الثاني من عقد التسعينات ، وقد لاقت رواجاً كبيراً وشهرةً واسعةً بين أوساط قبائل حمير . وقد ضمَّن فيها شاعرنا معظم قبائل وعشائر ومشائخ وسادة بطون حمير ، وتُعَد القصيدة مادة تاريخية غنية وثمينة ومرجعاً مهماً في معرفة القبائل في حمير وهم فرعين : قبائل قميش حمير ، وقبائل ذييب بن حمير في شبوة ، وتربو أبياتها على الثمانين بيتاً ... وفي سياق حديثنا هذا سوف نستعرض مقتطفات منها مع بعض الشرح والتحليل . حيث بدأ الشاعر قصيدته ذاكراً القبائل والعشائر مبتدئً من منطقة لقموش ( الخبر وهدى ) م / حبان ثم القبائل الحميرية التي تقطن في مديريتي رضوم وميفعة وبعضاً من السادة والمشائخ في حمير مبتدئاً قصيدته بالقول مادحاً لحمير :
يالله اليوم لك جهرا وسر وسرارة تجمع الشمل يا عالم بمكنون لسرار
شمل حمير شبيه المملكة أو إمارة لا نجمع شلها بتكون جنات ونهار
جيش واسع يبا بارق وراعد وشارة با يقع سيل لا جادت عثانين لمطار
يا معنّى سرح من محقن أنوي الزيارة زوار بلاد حمير بالنَّشد والتخبّار
تصلح الناس إن الوقت زادت شرارة في جميع الطرق تعمل لها الناس أنصار
يدعو الشاعر في تلك الأبيات : ( المعنَّى ) وهو الشخص المرسل إلى قومٍ ما بأن يسير سيراً حثيثاً من ( محقن ) – وهي منطقة في هدى مسقط رأس الشاعر – إلى عموم مناطق بلاد حمير زائراً ومت نشدا عن أحوالها مطالباً بوجود نخبه مستشارة من المشايخ والأعيان يمثلون مرجعاً لحمير .. ثم بعد ذلك ذكر القبائل والعشائر كالآتي : أ ) قبائل لقموش بن حمير :1- قبائل منطقة لقموش ( في الخبر ) : يقول عنهم :
شد خيلك ولا شيء جو حامي غباره وأصبح الخبر لسود بن حاور ولكوار
بن عديو أتقنه وأجلس وطوّل حواره هم وذي يعقلون الهرج من دار لا دار
هل محُمد من رجال الرخاء والبساره واستشر هل مجوَّر دي يدبرون لفكار
واستشر باعزب في صوت تظهر نواره كل من سانده بلقول ساجعومغوار
يدعو الشاعر ( المعنَّى ) أن يشد خيله ليسرع ويصبح بلخبر ( خبر لقموش ) ويستشير الشيخ بن عديو – وهو عاقل لقموش - والقبائل هناك ( آل جويمع بن سعيد بن بابكر بن لقموش وهم فرعين ( محُمد وهل مجوَّر ) والمشايخ هل باعزب حول مجلس حمير .2- قبائل منطقة لقموش ( في الفرع وهدى ) : يقول عنهم :
واطلع الفرع ما بين الضلع والقراره شاور الفرع ثم الواد أيمن وايسار
عم وادي هدى من ايمنه لايساره جمع حمير يهم الواد ما فيه عثَّار
وين هل بو لحم دي يشربون المراره وين عقال هل لحمان في بارد وحار
وهل منصور باتوخذ في الواد داره عالمنا صير دي عالحق والصدق منصار
ذكر الفرع وهي منطقة بهدى و ( الضلع والقراره ) أسماء أماكن في الفرع ثم ذكر قبائل لقموش بهدى والفرع وهم هل أحمد بن بابكر بن لقموش وهم فرعين : هل لحمان بن أحمد بن بابكر بن لقموش ، وهل منصور بن أحمد بن بابكر بن لقموش .ب ) قبائل ذييب بن حمير : وهم فرعين : 1- قبائل آل لحنف وهم : آل سليمان وأل العظم وآل باخرخور ... وغيرهم من العشائر .2- قبائل آل باعوضة ومنهم آل باسردة ..1- آل لحنف : ومنهم : 1- قبائل آل سليمان : وهم القبائل الموجودة في المطهاف ورضوم وميفعة .. وهم خمس ديار – كما أشار إليهم – ( هل خراقه وهل زيد وهل غبران وهل محُمد وهل باقشاقيش ) مشيراً إلى أن السليماني مرجع لحمير مثل بن عديو مرجع للقموش ، ومعروف في حمير قديماً إن العاقل ( بُهر ) ومن بعده أبناءه وهو من هل هادي بن علي عشيره من آل سليمان كان مرجعاً وعاقلاً لحمير ... قائلاً :
قل أسف هل خراقه مشكلتهم خساره مالباها ولكن الوقت حالي وشيء غار
يا هل هادي ويا هل نور تاره بتاره من له الحق ما بيضيع في ليل ونهار
مثل زيدي وغبراني ذياب ونماره سعفهم هل محُمد كتله ذياب ونمار
أربعه صف والخامس تسرك خباره باقشاقيش دي عالخير والشر مبدار
السليماني مرجع لحمير وجاره بن عديو الحكم ملقي ميازين وعوار
مشيراً إلى مشكلة ثأر قبلي بين هل خراقه ( هل هادي وهل نور ).2- قبائل منطقة آل العظم : وقد ذكر منهم ( هل بابكر وهل كوز وهل عبيد ) وهي فروع قبيلة هل لعظم ثم بعض القبائل الحميرية الساكنة هناك مثل : هل حسين ، هل طاهر ، الحباره ، بن لفسخ ، بن كوسه ، والشبشبي ، وهل بوعمير ، وهل عجير ، والحسيني ... حيث قال :
وين جو هل لعظم اهل الوفاء والجداره قل لهم زام باشملول فايت ومنهار
قل لهل بابكر تكفي الحليم الإشاره ما سمعنا أبد إبريق ينجح بلا نار
قل لهل كوز في زنقل على رأس قارة جيش حمير بحاجه للوفاء والتعوار
واتقنوا هل عبيد وعزهم في العباره قل لهم رأيكم مطلوب يا سيف بتَّار
واتقنوا هل حسين الجيد تعجب شواره شاوروهم وبيجي شور من عز لشوار
خذ معك أربعه طاهر وشل الحباره وبن لفسخ وبن كوسه كما لبرق لأثار
وبلغوا الشبشبي دي قم قبل اختياره من قبل جيش حمير كان مرجع مختار
وين هل بوعمير وهل عجير الإناره والحسيني لواء محسوب للحمل منشار
3- قبائل منطقة هل باخرخور : ذكر منهم : هل عنبره وهل لعيشم وهي فرعي قبيلة آل باخرخور ثم ذكر : هل عبدالله ، بن صبر ، بن لمرط ، قنبوع ، هل السود ، بن مريخه ، القشاعير ، بن ملاقي واخوانه هل قسيبه ، وهل معَّوض ، بن لهيف ، هل لشطل ، المعزَّف ، وهل عاطف .. قائلاً :
اتجه عم باخرخور وافي عواره عند هل عنبره دي ما يحطون لآثار
اتقنوا هل لعيشم واطلبوا استشاره في بناء جيش حمير شاور صغار
وكبار وهل عبدالله الكل جيش لطلب قراره بن صبر هو وبن لمط وبري وبحار
عاد قنبوع وهل السود صدق وجساره وان حضر بن مريخه كال في تمر لوصار
وحدوا جيش حمير لا يضيع اعتباره والقشاعير مفتاح السياسه ولبصار
بن ملاقي وخوته هل قسيبه وداره هل معوض خوه ما ساركم عندنا سار
وين لهيف وهل لشطل ومطرح شحاره والمعزَّف وهل عاطف من الناس لخيار
2- آل باعوضة :- قبائل منطقة آل باعوضة : ذكر منهم : ( هل ذييب بن عمر وهل بحاره ) وهم فرعي قبيلة آل باعوضة ) ثم ذكر هل أحمد ، بن لدرع ، بارويس ، ياحديبا ، وهل باسرده.. حيث قال :
واتجه عم باعوضه حكيم الاداره قل لهم رأيكم مطلوب افراد وهجار
هل عمر بن حمد نور الذييبي وناره قل لهم في بناء حمير لبا الهرج يندار
واتقنوا هل حمد وعصب على هل بحاره معدن الطيب فيهم شاور الخمس لديار
واندقع عند بن لدرع قديم الصداره قل للمقود يا ما ديار من خمسه نفار
وبلغوا بارويس خزوا عيون السحاره واخبروا باحديبا ما لبا شيء تعذَّار
واطلع الغيل غيل الكبرياء والقواره عند باسرده عبر بين مامش وشحرار
هل محُمد وهل عوزر رجال المهاره واندقع عند هل لخسل بحشمه ومقدار
واشتشر هل لعاقل حول مبنى العماره وهل طاهم وهل عثمان أولهم الحار
قل لهل بو سرد في جمع حمير بشاره ساعدوا في بناء حمير وبتزول لشرار
وابلغ اثنين في القمه وقلب الوزاره بن لثيلم وبن عوزر لهم دور لحرار
مشيراَ إلى أن مرجعية هل باعوضه في الزمن القديم كانت لبن لدرع المسمى ( المقود ) الساكن في اسفل وادي هدى بالقرب من شريرة باشافعي . وكذلك ذكر شخصين من أهل الحل والربط ولهم الكلمة المسموعة في أرض حمير عامه وباعوضه خاصة وهم : الشيخ علي يسلم بن لثيلم باعوضه والشيخ عاتق بن عوزر باعوضه .جـ ) السادة وقد ذكر منهم آل فدعق الذين يسكنون في عماقين وحبان وهدى - ومنهم كاتب المقال هذا – حيث يقول :
وأبلغ الفدعقي منصب ولعرف مزاره وأبلغ الساده الكل لو يقع في منيبار
د ) المشائخ : وهم ثمان ديار – كما أشار إليهم ) : باشافعي – بارحمه – باقادر – بومزحم ( بن عبدالمانع ) – بامعبد – بن عفيف – المطاهيف – باداس ... حيث يقول :
والمشائخ ثمان ديار اهل الزياره والصناديد فهم كم من قلب جباَّر
شاوروهم وخلوا كل شيء في مداره شف لباشافعي وأكتب لبارحمه شعار
اربع ديار ثم ست عندي مشاره للشوافع وهل بارحمه تزيد لسعار
وبلغوا هل محُمد بن عمر بلحذاره قل لباقادر وبومزحم لبالهرج يستار
وابلغ رضوم بامعبد ومنهم جواره أو عفيفي ومطها في شع الوقت غدَّار
وبلغوا شيخنا باداس زين المناره قل له الحي الحي وللميت الله غفَّار
وهل لعرف وبازومح سكن تحت عاره وهل مكساه وقفيزه وشبعت ومسمار
هـ ) آل الواحدي : في عزان وميفعه وقد ذكر منهم الشيخ علي بن محمد الواحدي .. قائلاً :
واتجه ميفعه وعزان تعجب سعاره يا علي بن محمد ساعدوا جيشنا البار
واكتبوا بير بن طالب وسط الاستماره واكتب المجدحه هي والمؤاني ولبحار
ثم يختم الشاعر قصيدته بالثناء والمدح لحمير مشبهاً إياها بفتاة عذراء بدويه ( بنت روس القبل ) لابسةً ثوباً أصيلاً وليس مُعاراً ، وإن هنالك الكثير قد دخلوا في هيامها محاولين مغازلتها وإغراءها بالمال والذهب ، ليعشقونها ، ولكنها أبت ذلك عاشقةً لأصحابها أهل الوفاء والشطاره الذين ينشرون ثوبها الأصيل في كل مكان .وفي مستهل ختامه لقصيدته يعتذر الشاعر للذين لم يذكرهم في قصيدته مشيراً إلى إنه ليس نقصاً في حقهم ، ومقرراً حقيقه تقول : (( إن صاحب الصدق والمعروف لن يبور أبداً بين الناس ، وإنه – بقصيدته تلك – لا يريد مالاً ولا جاهاً ولا سياسة ً ، ولكنه مطرّباً للخير جامعاً للشمل حيث يقول :
ثوبها الأصل أحسن من ثياب الإعاره كم من جاء وغازلها ورنَّج لها الكار
بنت روس القُبل ما تقنع البنت كاره ما قنعها الذهب لو كتال من غير قنطار
تعشق أصحابها أهل الوفاء والشطاره ثوبها ينشرونه في مواكب و مزمار
ومن نسيناه ما هو نقص الابواره صاحب الصدق والمعروف والله ما بار
والخلاصة مطرّب خير بيدق طاره واستجيبوا المولى لخير لأدق في الطار
لا سياسه بقيناها ولا بالتجاره جمع حمير شرف دايم لمن كان يعتار
ختمها بالنبي يشفع نهار الشراره يوم مقبل على مشرك ومسلم وكفار

عبد الفتاح اسماعيل


عبد الفتاح إسماعيل الجوفي
(28 يوليو 1939 - 13 يناير 1986) رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في الفترة من 1978 إلى 1980 ومنظّر الحزب الاشتراكي الحاكم في اليمن الجنوبي.
النشأة والمولد:
ولد في قرية"الاشعب" الاغابرة مركز حيفان لواء تعز (اليمن) بتاريخ 28 يوليو عام 1939 لأبوين من فلاحي الشمال.
اتم دراسته الابتدائية والمهنية في مدارسها، عمل في شركة النفط البريطانية عام 1957.
انضم في عام 1959 إلى الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني من الاحتلال البريطاني.
أصبح في عام 1964 المسئول العسكري والسياسي عن نشاطات الجبهة في عدن، واختير عضواً في اللجنة التنفيذية القومية في عام 1965، وبعد الاستقلال عام 1967 عين وزيراً للثقافة والإرشاد القومي ووزيراً مسئولا عن قضايا الوحدة مع الشطر الشمالي ( لم يقم بأي زيارة للشمال طوال فترة وجوده على المسرح السياسي)
في عام 1969 انتخب أمينا عاماً للجبهة. وبقي في هذا المنصب حتى عام 1975.
عضو مجلس الرئاسة عام 1969.
رئيساً مؤقتاً لمجلس الشعب الأعلى عام 1971 .
وفي عام 1978 عين رئيساً لمجلس الرئاسة ثم عين في العام نفسه أميناً عاماً للحزب الاشتراكي اليمني الذي حل محل الجبهة القومية.
استقال في ابريل / نيسان 1980 من جميع مهامه بحجة الأسباب الصحية، وعاش في المنفى في الاتحاد السوفيتي السابق في طشقند حتى سمح له بالعودة بعد خمس سنوات لتندلع أحداث 13 يناير / كانون ثان 1986 والتي اختفى خلالها في ظروف غامضة.
بانفجار أحداث 13 يناير 1986 قاد عبد الفتاح إسماعيل طرفا من أطراف القتال، و كان معه علي سالم البيض الذي نجا من الموت بأعجوبة صبيحة ذلك اليوم في مبنى اللجنة المركزية، وخرج متخفياً في إحدى المدرعات مع عبد الفتاح إسماعيل، غير إن الأخير اغتيل بصورة غامضة بينما نجا علي سالم البيض.

الرئيس علي ناصر محمد


علي ناصر محمد
علي ناصر محمد الحسني رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في الفترة من 1980 إلى 1986.
النشأة والمولد :
دثينه بأبين عام 1939. تخرج العام 1959 في دار المعلمين العليا فعين اثر ذلك مديراً لمدرسة دثينة الابتدائية. انضم إلى الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني منذ اندلاعه، واصبح عضواً في المكتب العسكري. عين بعد الاستقلال 1967 حاكماً على الجزر اليمنية، ثم حاكماً على المحافظة الثانية(لحج) 1968.
مارس / آذار 1968 عضواً في القيادة العامة للجبهة القومية.
ابريل / نيسان 1969 وزيراً للحكم المحلي ثم وزيراً للدفاع 19691975 اضافة إلى منصبه كوزير للتربية 1974 – 1975.
أغسطس / آب 1971 أصبح رئيساً للوزراء وعضواً في المجلس الرئاسي إلى جانب إسماعيل وربيّع 1971 – 1978، وبعد الإطاحة بربيّع ، أصبح رئيساً بالوكالة وذلك قبل أن يتم اختيار إسماعيل لهذا المنصب، الإّ ان الجبهة عقدت مؤتمراً استثنائياً في أكتوبر / تشرين أول 1980 ، وقررت تنحية عبد الفتاح وتعيين ناصر رئيساً للدولة واميناً عاماً للحزب ورئيساً للوزراء. وفي فبراير / شباط 1985 تخلى عن منصب رئيس الوزراء، واستمر رئيساً للدولة واميناً عاماً للحزب حتى اندلاع الأحداث الدامية في 13 يناير 1986 التي استمرت أكثر من اسبوع وخلفت الآف القتلى. يشغل حالياً منصب رئيس المركز العربي للدراسات الإستراتيجية ومقره العاصمة السورية دمشق. كان له دور كبير في قيام الوحدة اليمنية بدأ منذُ كان رئيسي وزراء وبلغ ذروته عندما اعلن حرب الانفصال في 1994 واستقر به الحال في منفى سوريا.

الخميس، 22 يناير 2009

الشيخ سيف حسن القطيبي


الشيخ سيف حسن القطيبي:
إجماع وطني على احترام شخصه ورصيده الوطني
الميلاد والنشأة:
الشيخ سيف حسن علي محمد صالح الأخرم من مواليد 1923 في ذي الهجيرة جبل ردفان مقر وسكن آل الأخرم المنحدرة من آل الكسادي، مكتب ذي ناخب يافع السفلى، ويأتي منهم آل الكسادي، الذين حكموا حضرموت قبل آل القعيطي وكلاهما من جذور يافعية. أبرمت الإدارة البريطانية اتفاقية مع الشيخ محمد صالح الأخرم في 22 يونيو 1915، ترتب عليها جملة امتيازات والتزامات، وحملت اعترافا صريحا من الجانب البريطاني بالشخصية القطيبية، وتم معاملة البريطانيين في أرض القطيبي على قدم المساوات مع معاملة أهل القطيب في البلدان الخاضعة للتاج البريطاني، وكذا تعميد الاتفاقية في عاصمتي البلدين، لندن وذي الهجيرة حسبما ورد في كتاب:(قبائل عربية حول عدن) ARAB TRIBES IN THE VICINITY OF ADEN، كما كان للشيخ القطيبي منحة مالية شهرية ورخصة استيراد أسلحة عبر عدن، ونصت الاتفاقية على دخول الشيخ ومرافقيه بأسلحتهم إلى عدن.
الشيخ سيف القطيبي وحكاية غريبة مع مدرسة جبل حديد:
نشأ الشيخ سيف القطيبي في أجواء افتقرت إلى الأمن والاستقرار نتيجة الغارات التي شنتها القوات الإمامية على منطقة القطيبي والعلوي، والتي ردت على أعقابها، وفي الأجواء الموتورة التحق الشيخ سيف القطيبي بمدرسة تحفيظ القرآن، ثم التحق بمدرسة جبل حديد الخاصة بأولاد المشايخ والسلاطين والأمراء بعدن».وكما قال رحمه الله (أي الشيخ سيف) أنه شكا لوالده عندما جاء لزيارته إلى المدرسة بأنه لا يستطيع الاستمرار، كونه يدخن والمدرسة تمنع التدخين، وهو لا يستطيع تحمل قوانينها، أخرجه والده من المدرسة وقربه إليه، وأصبح ملما بخفايا الأعراف القبلية في حل المشاكل والخلافات التي تنشأ بين الحين والآخر، وتناولت تلك الوثائق البريطانية، وشهد الشيخ سيف معركة الحمراء الشهيرة ومعارك عديدة أخرى».شهدت السنوات الأولى من عمر الشيخ سيف القطيبي اكتساح القوات الإمامية لأراضي المنطقة ووصلت إلى وادي تيم بردفان، إلا أن رجال القبائل يتقدمهم الشيخ حسن القطيبي، تمكنوا من رد قوات الإمام على أعقابهم، وكان الشيخ حسن علي محمد صالح الأخرم (والد الشيخ سيف) نصب شيخا للقبيلة عام 1928 خلفا لوالده، قام وبمعيته مشائخ آل قطيب بزيارة لعدن، وهي عادة متبعة مع تنصيب أي شيخ جديد، حيث يلتقي المعتمد البريطاني.وجد الشيخ حسن الأخرم (القطيبي) الفرصة سانحة في عدن لإثارة قضية اختطاف قوات الإمام الشيخين مقبل عبدالله صالح الأخرم( ابن أخ الشيخ القطيبي) وصالح العلوي، وسجنتهما في قعطبة. طلب المعتمد البريطاني من الشيخ حسن القطيبي التزام الهدوء وترك الأمر للإدارة البريطانية التي طالبت الإمام يحيى إخلاء سبيل الشيخين المختطفين، وتجاهل الإمام الطلب البريطاني فلجأت البريطاني إلى قصف بعض المدن اليمنية جوا ومنها: قعطبة والبيضاء ودمت.
الشيخ سيف القطيبي يلتقي الملكة اليزابيث في محطتين:
تزامن في العام 1952تنصيب الشيخ سيف القطيبي شيخا لأهل قطيب مع تنصيب الملكة اليزابيث الثانية على عرش المملكة المتحدة وإيرلندا الشمالية، التي قامت بأول زيارة لها خارج بريطانيا وشملت عدة محطات منها عدن في 27 أبريل 1954، وكان الشيخ سيف القطيبي من ضمن المستقبلين من السلاطين والأمراء والمشايخ للملكة اليزابيث، وقد استلم الشيخ سيف من يد جلالتها الختم الخاص به، مدونا عليه باللغتين العربية والإنجليزية اسمه ثلاثيا تسبقه صفته، وينتهي باسم القبيلة، وهو بشكل دائري مطلي بالذهب عيار (14) قيراط، ويعطي الختم لسلاطين وأمراء ومشايخ المحميات عندما يتم تنصيبهم بعد وفاة السلف.
الشيخ القطيبي وتواصل مع الإمام أحمد وثورة سبتمبر وقرار السلطان صالح بن حسين :
ورد في المادة المقدمة من اللواء سالم بن حلبوب والذي سبق وأن قدم شهادات ووثائق عن ثورة 14 أكتوبر والاستقلال نشرتها الزميلة 26 سبتمبر في عددها الصادر في 21 ديسمبر،2006 أفاد فيها بأن «الزعماء الثلاثة سعود بن عبدالعزيز ملك السعودية، وجمال عبدالناصر، رئيس جمهورية مصر، والإمام أحمد بن حميد الدين التقوا في العام 1956 في جدة ووقفوا على اتفاقية دفاع مشترك، حصلت بموجبها اليمن على دعم مالي وإعلامي، وكان الشيخ سيف القطيبي وقبائل ردفان في طليعة المبادرين بتقديم التهاني للإمام في منتجع السخنة، الذي قدم لهم الدعم للقيام بعمليات عسكرية في منطقتهم ضد الوجود البريطاني خلال الفترة 58/1957 وأسقطوا طائرة عسكرية بريطانية ببندقية الشيخ محمود حسن، الشقيق الأصغر للشيخ سيف حسن القطيبي، واعتبر ذلك نكثا بالعهد مع البريطانيين، وقد أشار السير كينيدي تريفاسكس إلى ذلك في كتابه: (ظلال الكهرمان SHADES IN AMBER ( رفض الشيخ سيف القطيبي الانضمام لإمارة الضالع، والوثيقة التي حررها الأمير شعفل بن علي-متعه الله بالصحة وأطال عمره- في 14 يناير 1962، وبعد تدخل السلاطين والأمراء والمشايخ توصل الطرفان إلى توقيع اتفاقية في 26 مايو 1962، أصبح بموجبها الشيخ القطيبي النائب الأول لأمير الضالع، إلا أن الشيخ سيف القطيبي صعق ذات يوم في حفل أقامته الحكومة الاتحادية بمدينة الاتحاد -عاصمة الدولة الاتحادية والمعروفة حاليا.. مدينة الشعب- حيث وجد أن اسمه ينتهي بالضالعي بدلا عن القطيبي فثارت ثائرته، وغادر الحفل ونزح إلى الجبال وعند قيام ثورة 26 سبتمبر، 1962 تواصل الشيخ القطيبي ومعه رجاله مع قيادة الثورة هناك وقدموا له الدعم للقيام بأعمال عسكرية في منطقته.أصدر السلطان صالح بن حسين العوذلي وزير الأمن الداخلي- متعه الله بالصحة وأطال عمره- منشورا في 22يونيو، 1963وجهه للشيخ سيف أدان تصرفه بالتخابر مع السلطة اليمنية والتعاون معها لزعزعة الاستقرار في أراضي الدولة
الشيخ سيف القطيبي والمبادرات الحسنة للشريفين حسين وحيدر والسلطان ناصر بن عيدروس :
كان منشور السلطان صالح بن حسين قد جرد الشيخ سيف من مشيخة القطيب وصفته الأخرى نائب أول لأمير الضالع، ولسند المهمة لشقيقة الأصغر الشيخ محمود حسن القطيبي، واستمر الشيخ سيف في أعماله المعادية للدولة الاتحادية، وتقرر قصف المنطقة التي كان يرابط فيها و(حقاص) في جبال ردفان.شاءت محاسن الصدف أن يزور الشريف حيدر بن صالح الهبيلي (عضو مجلس الشورى حاليا) منطقة حقاص ليقدم الدعوة للشيخ سيف القطيبي لحضور حفل زواج في بيحان، وغادرا معا حقاص، وبعد دقائق معدودات قصفت حقاص، وشاءت قدرة الله أن تخلص الشيخ سيف من قدر محتوم.حضر المندوب السامي البريطاني والسلاطين حفل الزواج، ورحب بهم الشريف حسين بن أحمد الهبيلي، أمير بيحان ووزير الداخلية الاتحادي وأحد حكماء المنطقة. وقال الشريف حسين: «إن وجهه ووجه ابن أخيه واحد، وهنا أيقن الطرف المتشدد أن الموقف حرج والمرونة لازمة» وهنا تدخل السلطان صالح بن حسين: «من منكم يقبله في ولايته؟» فبادر السلطان ناصر بن عيدروس سلطان العوالق السفلى- أطال الله عمره ومتعه بالصحة- ورحب بالشيخ سيف ضيفا على السلطنة.
الأصنج والأدهل وآخرون يلتقون الشيخ القطيبي في سجن أحور:
عندما تم القبض على المناضل خليفة عبدالله حسن خليفة وزملائه ومنهم عبدالله عبدالمجيد الأصنج وعبده حسين الأدهل وغيرهم بسبب حادثة قنبلة مطار عدن الدولي في 10 ديسمبر،1963 وكان من ضحاياها هندرسن، مستشار المندوب السامي البريطاني كينيدي تريفاسكس، وسيدة هندية، وأصيب بشظايا القنبلة المندوب السامي وآخرون». وورد في كتاب الاستقلال الضائع (ص 68) لمؤلفه الحاج عبده حسين الأدهل:«لقد التقينا نحن المتهمين بإلغاء قنبلة مطار عدن بالشيخ سيف حسن في سجن أحور، سلطنة العوالق السفلى حينها».
بناء على أمر سالمين الشيخ القطيبي ينتقل إلى زنجبار والثمير:
يفيد اللواء سالم حلبوب بأن «سليمان ناصر محمد، مدير أمن أحور تسلم برقية من المناضل سالم ربيع علي (سالمين) أن يبادر بالوصول إلى زنجبار وبمعيته الشيخ سيف حسن القطيبي وأسرته، ووصل به إلى المكان الذي كان يتواجد فيه سالمين بمدينة زنجبار ومن هناك تم نقله عبر المرور- الراحة - الحبيلين في سيارة عسكرية، رتبها العقيد حسين عثمان عشال، وتزامن خروجه مع خروج بعض القيادات التي كانت تجري مشاورات في زنجبار مع سالم ربيع علي، والتي كانت تسهر الليالي وعيونهم لا تنام في سبيل وطن حر مستقل».«وقد وصلوا بالشيخ إلى منزله بقرية الثمير ليلا دون أن يعرف الطريق التي سلكها الثوار، وكذا كان حال سكان قرية الثمير، وكان في استقباله المناضلون: علي أحمد ناصر عنتر ومحمد صالح مطيع وصالح مصلح قاسم وعلي شايع هادي بناء على أوامر القائد سالمين فخامة رئيس الجمهورية يقلد المناضل سيف القطيبي وسام الاستقلال 30نوفمبر
الشيخ سيف ومحاسن الصدف في دولة الإمارات:
نزح الشيخ سيف القطيبي إلى الشمال بعد خطوة 22 يونيو 1969، وتسلم دعوة من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة لزيارة الإمارات في العام 1980.وأثناء فترة إقامته هناك علم الشيخ محمد فريد العولقي- متعه الله بالصحة وأطال عمره- بوجوده هناك، وأقام مأدبة عباسية على شرف الضيف الوافد الشيخ سيف القطيبي، وكانت المفاجأة السارة أن كان من ضمن المدعوين السير كينيدي تريفاسكس، المندوب السامي الأسبق وكان شريكا للشيخ محمد فريد العولقي وزير خارجية اتحاد الجنوب العربي في أعمال تجارية.السلطان علي عبدالكريم والمناضل الوطني الأصنج يطمئنان على صحة الشيخ سيف: «الشيخ سيف القطيبي تعرض لوعكة صحية ألزمته السفر إلى قاهرة المعز في العام 1995، ورافقه في رحلته العلاجية ولده ناصر (تيمنا بالسلطان ناصر بن عيدروس الذي استضافه في سلطنته طوال أربع سنوات) وكذا العميد محمد شايف جابر، مدير أمن مطار تعز حاليا.وبينما كان الشيخ سيف مرقدا في المستشفى فوجئ الجميع برمزي النضال الوطني في الجنوب: السلطان علي عبدالكريم فضل والمناضل الكبير عبدالله عبدالمجيد الأصنج، اللذين حضرا إلى المستشفى للاطمئنان على صحة الشيخ عندما علما بوجوده، وللقيام بأقل الواجب تجاه هذا الشيخ الجليل.الشيخ سيف القطيبي والمكرمة الرئاسية: حظي الشيخ سيف القطيبي بمكرمات رئاسية ثلاث: أولاهن وسام الوحدة 22 مايو من الدرجة الثالثة الذي منحه إياه الرئيس علي عبدالله صالح في 10 ديسمبر 1994، والذي أنعم عليه أيضا بوسام 30نوفمبر من الدرجة الثالثة في 29 نوفمبر1997، ومنحه درجة وزير بموجب قرار جمهوري رقم (79) لسنة 1996.
الشيخ سيف القطيبي في موكب الخالدين:
انتقل الشيخ سيف القطيبي إلى جوار ربه يوم الخميس الموافق 18 أكتوبر 2000، عن عمر ناهز السابعة والسبعين عاما، ودفن بالجند (تعز) وله من الأولاد (22) من الذكور والإناث

الأربعاء، 21 يناير 2009

مديريات محافظة شبوة

مديرية حبان:
- مصنعة حبــان :تعتبر مصنعة حبان من معالم مدينة حبان ـ حالياً ـ ، فقد أقيمت في موقع هام يشرف على المدينة والأراضي الزراعية الممتدة في جوانبها وهذه القلعة محصنة تحصيناً طبيعياً ، حيث أقيمت فوق مرتفع صخري لا يوجد له غير طريق واحد مشقوقة في الصخر ومرصوفة بالأحجار ، وللقلعة عدد من البوابات التي بنيت مؤخراً من قبل سلاطين الو احدي الذين كانوا يتخذون من مدينة حبان حاضرة لهم في ( القرن السادس عشر الميلادي ) ، ولا يزال بعض مما شيده سلاطين الو احدي قائماً ، أما بقايا القلعة القديمة فلم يعد منها غير الماجل ـ صهريج أو كريف الماء ـ المحفورة في الصخر في قمة المرتفع الصخري بجانب بوابة المصنعة الغربية .وتنتشر في مدينة حبان الكثير من المخربشات على الصخور المجاورة ، كما يوجد حولها سور تهدمت معظم أجزائه ورغم حداثته إلا أن موقعه يوحي بأنه ربما كان سوراً قديماً لحماية المدينة المحصنة طبيعياً ، لذلك فإن الأسوار ـ غالباً ـ ما كانت تقام في الأماكن التي يسهل تجاوزها .وتـقـع المديـنـة فـي وسـط أراضـي زراعيـة واسعـة تحيـط بهـا مـن ثـلاث جـهات ( الشمالية والشرقية والغربية ) ، و تبلغ مساحة الأراضي الزراعية حولها قرابة ( 1353 فداناً ) ، وتعد منطقة حبان من أوسع الأراضي الزراعية بعد دلتا الوادي .- كريف حبـان : يقع أسفل قرية حبان الجميلة ، وهو عبارة عن سد قديم يتكون من جدار حاجز للمياه يبلغ امتداده بين ضفتي الوادي ، قرابة ( 150 متراً ) ، وعرضه ( 3 مترات ) ، وتتفرع من السـد قناة لتصريف المياه لم يبق منها سوى جزء طوله نحو ( 30 متراً ) ، وعرضه ( 3 مترات ) ، ويبدو من تقنية بناء هذا السد أنه يعود إلى فترة ما قبل الإسلام ، وكان يحجز المياه القادمة من الوادي الشمالي الذي يصب بالقرب من قرية حبان ، وكان يسقى هذا السد بالرغم من صغر حجمه مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية الخصبة المحيطة بالقرية
جبل كـدور :
" كدور " اسم لجبل وموقع أثري في وادي ميفعة ، ويعتقد أن أول ذكر له قد ورد في نقش النصر الذي سجله المكرب " كرب إل وتر بن ذمار علي " مكرب سبأ والموسوم بـ (RES. 3945 ) ، والذي يعود تاريخه إلى القرن السابع قبل الميلاد باسم ( ك د ر ) ، كما ورد ذكره في نقش إبرهة الموسوم بـ (CIH . 541 ) الذي يعود إلى ( القرن السادس الميلادي ) ـ أيضاً ـ باسم ( ك د ر ) ولكنه في النقش الأخير قد مُيز باللفظ ( م ص ن ع ت ) ، أي مصنعة وتعني باللغة اليمنية القديمة الحصن أو القلعة الحصينة .وجبل كدور يقع إلى الجنوب من مدينة حبان ، وبقاياه الأثرية تعكس أهميته الدفاعية ، فقد أقيمت في أعلى قمته قلعة يصل إليها عبر طريقين صاعدين من الأسفل حتى الأعلى ، تسمى الطريق الأولى بـ ( النَّحَر ) ، وتقع على جهته الشمالية ، وهي طريق مرصوفة بالأحجار صالحة لصعود القوافل إلى قمة الجبل – باستثناء بعض أجزائه التي انهالت حالياً عليها بعض الأحجارالمتساقطة ـ وعند نهاية هذا الطريق من أعلاه يبدأ سور الحصن أو القلعة ، أما الطريق الثاني وتســــمى – سمنة – الصاعد إلى الجبل من شعب لهية عبر شعب عقر ووصولاً إلى قلت ـ مروح ـ وهذه الطريق تسمى ـ أيضاً ـ بطريق شعب عقر مبنية ومرصوفة بالحجارة في كثير من أجزائها ، وهو طريق كانت تعبر عليه الجمال والحمير والماشية ومازالت حتى اليوم .ومن بقايا أثار جبل كدور إلى جانب تلك الطريقين :- السـور : وهو الذي تصل إليه الطريق الأولى ( طريق النحر) ، ولا تزال بعض أجزائه قائمة باستثناء الجزء الذي كانت فيه البوابة فلم تعد فيه سوى الأساسات ، وإلى خلفـــه وأمامه توجد أيضاً بقايا خرائب لمبانٍ يحتمل أن تكون سكنية خاصة بأهل الحصن أو القلعة- بقايا الاستحكامات الدفاعية : وهي عبارة عن بقايا غرف مبنية من الأحجار في سفحي شعب الطريف ابتداء من مروح باتجاه أعلى الشعب ، والتي فيما يبدو بأنها كانت تمثل خطوطاً دفاعية عن عمق الجبل في جول الجدر .- بقايا أساسات لمبان في حواف الجبل الشمالية والشرقية .- بقايا المقابر : توجد البقايا في جول العويد ، ولا يعرف على وجد التحديد تاريخها .تلك هي أهم آثار جبل كدور بشعابه الكثيرة والمتفرقة يمثل منطقة هامة لإنتاج سلعتي اللبان والمر ، والتي لازالت أشجارها تنمو طبيعياً في قمته وسفحه .- كان يمثل جبل كدور موقعاً حصيناً يوفر الحماية لقاطنيه ، من حيث التحصينات الدفاعية المتعددة الأنماط والمواقع .- ربما أن ذلك الجبل كان يحتوي على غابة طبيعية من الأشجار كان يستفاد منها في عمليات البناء حيث أشار أحد المعمرين في السن بأن الصاعد إلى الجبل ابتداء من شعب عقر لا يصيبه ضوء الشمس حتى يصل إلى قمة الجبل وذلك لكثرة أشجاره وطولها ، وقد اقتلعت اغلب الأشجار التي يستفاد منها في البناء في ( النصف الثاني من القرن الحالي ) نتيجة للتوسع العمراني وازدياد الطلب على ذلك الخشب وهو من خشب شجرة ( اللبخ ) المشهورة بالجودة والمتانة ، ومقاومتها لحشرة الأرضة .أما بالنسبة لتاريخ ذلك الجبل فإنه يعود إلى أقدم الفترات الزمنية فقد أشرنا إلى أنه ذكر ضمن أسـمـاء المـواقـع الـتـي دمـرهـا المكرب " كرب إل وتر بن ذمار علي " مكرب سبأ في ( القرن السابع قبل الميلاد ) ، ويدخل ضمن مواقع وادي ميفعة .
مديرية عتـق ـ
المركز الإداري للمحافظة1- متحف عتق :يقع متحف عتق في وسط مدينة عتق ـ المركز الإداري للمحافظة ـ وهو مبنى حديث أفتتح رسمياً عام ( 1984 م ) ، والمتحف مكون من دور واحد فقط يحتوى على صالات لعرض القطع الأثرية التي استخرجت من حفريات مدينة شبوة القديمة التي قامت بها البعثة الأثرية اليمنية الفرنسية في السبعينات من القرن العشرين ، إضافة إلى القطع الأثرية التي استخرجت من وادي ضرا بواسطة البعثة الأثرية اليمنية الفرنسية التي قامت بحفريات أثريـة في منتصف عقد الثمانينات من هذا القرن ، وإلى جانب القطع الأثرية يحتوي المتحف ضمن معروضاته على جناح للموروث الشعبي لمحافظة شبوة من الأزياء والأدوات والأواني التي كانت ومازالت تستخدم من قبل سكان المحافظة، إلى جانب جناح ثالث عرضت فيه وثائق وصور للكفاح المسلح ، والنضال الوطني ضد الاستعمار البريطاني الذي كان يحتل أراضي الشطر الجنوبي من الوطن سابقاً .
مديريــة بيحــان: 1 - مدينة تمنـع ( هجركحلان ) :تقع مدينة " تمنع " إلى الشمال الغربي من مدينة عتق ، وتبعد عنها نحو ( 140 كم ) ، وقد كانت عاصمة الدولة القتبانية ، واللفظ قتبان ظهر في بادئ الأمر كاسم لقبيلة ، كما جـاء في نقش النصر الموسوم بـ ( RES . 3945 ) ، وهـي قـبـيـلـة تـحـالـفـت مع مـكـرب سـبـأ " كرب إل / وتر / بن / ذمر علي " الذي حكم في ( القرن السابع قبل الميلاد ) ضد مملكة أوسان التي احتلت بعض أراضى هذه القبيلة وجارتها إلى الشرق من حضرموت ، وبعد أن دمر المكرب السبئي مملكة أوسان في ( القرن السابع قبل الميلاد ) أثناء حملته العسكرية لتوحيد اليمن القديم نجد بعدها قبيلة قتبان قد ورثت أراضي مملكة أوسان الكبيرة التي كانت تمتـد مـن دولة المعافر ـ الحجرية اليوم ـ حتى وادي ضرا وعبـدان وبيحان شمالاً وما تضمه من أراضٍ بينهما مثل أراضي لحـج تـبـن ووادي بـنـا ودهسم ـ يافع ـ ، والعود ، والسواحل الجنوبية المشرفة على البحر العربي الممتد من باب المندب حتى ميناء قنا القديمة .وهكذا ظهرت مملكة قتبان اعتباراً من ( القرن السابع قبل الميلاد ) حتى مطلع ( القرن الأول الميلادي ) ، لعبت خلال هذه الفترة الزمنية دوراً ريادياً في التاريخ اليمني القديم خاصة في جانبه الاقتصادي .كانت مدينة " تمنع " هي الحاضرة على امتداد تلك الفترة الزمنية ، وكان سبب أفول نجم هذه الدولة هي المنافسة التي واجهتها من قبل بني ذي ريدان ـ الحميرين ـ الذين سيطروا على تجارة اللبان والطيوب التي تحولت إلى الطريق البحري ، وأهملت الطريق البري ، وأصبحوا هم الوحيدون المستفيدون من عوائد هذه التجارة . وقـد رجح الكثير مـن علماء النقوش أن سبب اندثار مدينة " تمنع " يعود إلى الحروب الطاحنة التي دارت في ( القرن الأول الميلادي ) ، ولكن استطاع أحد علماء الجيمورفولوجيا أن يحدد سبب اندثارها – ربما - أنه عائد إلى زلزال حدث في ( القرن الأول الميلادي ) أدى إلى تدمير المدينة ، وليست الحروب ، لأن الحفريات الأثرية التي جرت في هذه المدينة لم تعثر على دلائل أثر في طبقات الترسبات الحضارية للموقع .أقيمت هذه المدينة على الضفة اليسرى من وادي بيحان في شمال قرية النقوب الحالية ، يحـدها من الشمال الشرقي حيد بن عقيل ، ومن الشرق جبل الأخيضر وقرية الهجر ، ومن الغرب جبل الساق وجبل الصفحة ، وهي على تلة ترتفع عن مستوى سطح الوادي بحوالي ( 26 متراً )تبدو المدينة في وضعها الراهن مستطيلة الشكل ، تمتد من الجنوب الغربي إلى الجنوب الشرقي وتبلغ أبعادها ( 650 × 420 متراً ) ، ولم يبق من معالم سورها سوى البوابة الجنوبية ، ويعتقد السيد ( Bon . B ) ، إن السور الذي كان يحيط بالمدينة كان ذا جدارين خارجي وداخلي .أجريت على هذه المدينة بعض الدراسات الأثرية أهمها الحفريات التي قامت بها المؤسسة الأمريكية لدراسة الإنسان في عامي (1950 – 1951م ) حيث كشفت عن البوابة الجنوبية للمدينـة مساحتها التي تبلغ حوالي ( 200 قدم ) طولاً و ( 175 قدم ) عرضاً وكانت مشيدة بالأحجار المهندمة ذات أحجام كبيرة وتبلغ أبعاد بعضها فيما بين ( 360 × 0.40 × 0.77 م ) وقد نقش قسم منها بالكتابات المسنديـة التي وضعـت على جـانـبـي الـبـوابـة والـتي يبلغ عرضها ( 5,27 متر ) وعمقها ( 11 متر ) ، وسُمك جانبيها الغربي والشرقي ( 4.80 متر ) ، وكانت هذه البوابة محاطة ببرجين دفاعيين كبيرين ارتفاعهما حوالي ( 3 مترات ) فوق مستوى الأرضية المبلطة ، ويبدو أن البرج الأيسر للبوابة كان قد استعمل لسكن الحراسة ، وما تزال هناك منصة عالية كانت للحرس ، وكشفت التنقبات أن البوابة كانت معلقة إذ وجدت آثار أخدودين على هيئة أخدودين رأسيين على جانبيها المخصصين للأعمدة الخشبية الخاصة بالبوابة ، كما وجدت بعض القطع الخشبية فيها فضلاً عن عتبة البوابة ، ويؤدي مدخل البوابة إلى ساحة مبلطة ببلاطات مصقولة تمثل ساحة عامة تقع داخل البوابة ، على جانبيها عدد من المقاعد المبنية من الأحجار ، ربما كانت هذه الساحة مخصصة لاجتماعات كبراء المدينة فيها للتداول والتشاور في الأعمال اليومية والإشراف على المبادلات التجارية التي كانت تجرى في هذه الساحة التي كانت تعتبر السـوق الرئيسي للمدينـة وفـي وسـط المدينـة تقريباً تنتصب مسلـة مضلعة ارتفاعها الظاهر ( 2.20 متر ) ، وأبعادها ( 30 × 52 سم( .جوانبها المنقوشة بالكتابات المسندية من الأعلى إلى الأسفل عدا جهتها الجنوبية حيث ينتهي النقش عند نقطة ترتفع عن مستوى سطح الأرض حوالي ( 1.10 متر ) ، ويعتبر النقش الذي كتب على هذه المسلة من أهم سن القوانين التجارية المعروفة في اليمن القديم ، ويتحدث عن تنظم المبادلات التجارية التي تتم داخل هذه المدينة .مضمون قانون سوق شمر : " هكذا قضى وشرع " هلال بن يدع أب " " ملك قتبان " وأهل قتبان بتمنع وبرم وولد عم وحاكم تمنع وحاكم ولد عم : أن من يشتغل بالتجارة في تمنع وبرم ، ومهما كانت بضاعته يجب أن يدفع ضريبة السوق في تمنع وأن يكون مالكاً لدكان " محل تجاري " في سوق شمر ، وأن من يأتي إلى قتبان ببضاعة يجب أن يمتلك دكاناً حتى يحق له أن يزاول البيع والشراء في سوق شمر أياً كانت قبيلته ، إن من يفتح دكاناً يكون من حقه أن يشترك في التجارة مع غيره من أصحاب الدكاكين ؛ ولا يجوز لعاقل السوق أن يتدخل في ذلك ، وعندما يعلن عاقل سوق شمر عن حاجته إلى باعة قتبانيين متجولين بين القبائل نظراً لانشغاله ببيع بضاعته في دكانه بسوق شمر يجوز حينئذ لأهل قتبان أن يتاجروا على حسابهم الخاص بين القبائل ، ويُغرِّم عاقل السوق – في حالة تبليغه – كل تاجر يمارس غش الآخرين خمسين قطعة ذهبية ، كما يُغرَّ‎م المبلغ نفسه كل أجنبي يحاول أن يتاجر في بلاد قتبان . لا تسرى ضريبة بيع الحبوب في عمليات البيع والشراء بين أهل قتبان ، على أن أداء هذه الضريبة واجب على غيرهم ، وتدفع الضريبة بالعملة القتبانية بالإضافة إلى الضريبة الأساسية دفعة واحدة .يجب على كل قتباني أو معيني أو أي مقيم آخر في تمنع يؤجر بيته أو حجرة إلى صاحب دكان ، أن يدفع ضريبة السوق إلى ملك قتبان من بضاعة التاجر عينها ، وفي حالة كون بضاعة التاجر لا تفي بقيمة الضريبة المقررة يجب على صاحب البيت أن يستوفي الضريبة من ماله الخاص .تحظر التجارة أيا كان نوعها من قبل دافعي الضرائب في السوق بقصد التعامل مع غير قتباني أو سفلي ـ من ذي سفل ـ حرصاً على حقوق أهل قتبان العادلة ، وطبقاً لما شرعه ملك قتبان يجب على كل مـن يتاجر بالجملة في تمنع أن يعهد إلى باعة تجزئة عند تسويق بضاعته في أرض قتبان …. تحظر التجارة في السوق ليلاً حتى الصباح ، لملك قتبان حق الأشراف على كل بضاعة تمر في أرضه ، فليدعم كل ملك هذا القانون " .وهناك بعد الممر إلى شمال الساحة توجد بنايتان ، واستناداً إلى النقوش الموجودة فيهما فإن اسم البيت الأول هـو ( بيت يفش ) ، وقد بني تحت إشراف الملك " شهر يغل يهر جب " الذي عاش في ( القرن الثاني أو القرن الأول قبل الميلاد ) ، أما البيت الثاني فـقد خـلعـت عـلـيـه النقوش اسم ( بيت يفعم ) ، ويرجع تاريخه إلى ما بعد تاريخ ( بيت يفش ) ، وكان ( بيت يفش ) يتجه شرقاً ثم ينعطف إلى الشمال ويواجه الساحة وبذا تشكل عنصراً دفاعياً مهماً للبوابة ، إذ أن الداخل سيواجه منعطفاً صغيراً قبل الولوج إلى الساحة ، وكان ( بيت يفش ) يتكون من طابقين إضافة إلى ذلك فقد كشف عن مبنى يشرف على الساحة والبوابة معاً ، وكان مشيداً على أسس من الحجارة ذات الأحجام الكبيرة ، ويدخل إليها عبر سُلمان أحدهما في الجنوب والآخر في الشرق ، وكذلك عثر في الجهة الشمالية للبناية على أحجار بلغ ارتفاع بعضها أكثر من ( 20 قدماً ) لم يعرف الغرض منها واصـطـفـت فـي داخـل البنـايـة عـدد مـن المقاعـد الحجريـة مما رجـح الـرأي لـدى ( البرايت ـ Albright F.P ) بأنها كانت قاعة للمحاكمات ومقراً لرئاسة الشرطة وربما استخدمت سجناً .ومن الساحة كان يتفرع شارعان على الأقل يخترقان المدينة ، وبالإضافة إلى البنايات الثلاث السابقة هناك ثلاث بنايات أخرى رئيسية تقع ضمن البوابة ، ويعرف من النقوش أن هذه البوابة كانت تسمى ـ سدو ـ وأن أغلبية الكتابات المنقوشة على أحجار البوابة كانت تمثل مراسيم ملكية أمر ملوك قتبان بتدوينها وإعلانها على بوابة ( سدو ) كما في مرسوم الملك " شهر هلال " بشأن نظام جباية الضرائب وملكية الأرض ، وقد أرجعت البعثة الأمريكية زمن بناء البوابة لفترة لا تتعدى ( القرن الخامس قبل الميلاد ) أي في فترة ازدهار الحضارة القتبانية .كما كشفت التنقيبات عن معبد كبير خاص بالإله ( عثتر ) شيد بأحجار ضخمة تزين جدرانه الخارجية الدخلات والخرجات ، يظهر على إحدى دخلات الجانب الجنوبي رمز الهلال والقرص – كتب أسفله صيغة التميمة ( ود / اب ) – ( أي المبنى وضع في حماية الإله ( ود ) ) ـ ، وفي داخل المعبد بقايا أعمدة إسطوانية من الحجر مع أرضيات مبلطة .تعرض موقع المدينة في فترات متأخرة للعبث والتدمير ؛ حيث كانت تقبع عليه وحدات عسكرية في فترة ما قبل الوحدة اليمنية التي تحققت عام ( 1990 م ) .2- حيـد بـن عقيـل :يعتبر موقع حيد بن عقيل هو مقبرة مدينة " تمنع " ، نقبت فيه البعثة الأمريكية لدراسة الإنسان في عامي ( 1950 - 1951 م ) ، ضمن حفرياتها في مدينة " تمنع " ـ هجر كحلان ـ وتقع على شمال مدينة " تمنع " وعلى بعد نصف ميل منها .شيدت المقبرة على الجانب الغربي لجبل صخري قاحل ، وبالقرب من قاع الجبل الذي اكتشفت فيه البعثة مبنى من اللبن أنشئ على أساسات حجرية بقى منه ارتفاع حوالي ( 6 أقدام ) ، ويعود تاريخه بحسب النقش الذي وجد فيه إلى ( القرن السادس قبل الميلاد ) .تحتوي المنطقة على قبور مبنية بالأحجار تحت مستوى سطح الأرض ، وهي بأشكال وحدات مربعة تقريباً ، وتمتد من الجدران الجانبية لها حواجز متوازية تقسم القبر إلى غرف صغيرة عرضها حوالي ( 30 بوصة ) وطولها ( 6.5 قدم ) يتوسط الممر الغرف الواقعة على جانبه وتنقسم كل غرفة إلى جزئين علوي وسفلي بواسطة لوح أفقي يقوم مقام المشكاة لدفن الموتى ، تعرضت جميع المقابر للنهب في الماضي ولم يعثر على أية معثورات سليمة تماماً ، وقد تم اكتشاف عقد ذهبي يحتوي على سلسلة وقلادة هلالية ، كما عثر على أعداد كبيرة من التماثيل المصنوعة من المرمر كرؤوس للرجال والنساء ، يعـود تـاريخ هذه المقبرة إلى مطلع ( الألف الأول قبل الميلاد ) ، وانتهى الدفن فيها ( في القرن الأول الميلادي ( .
مديرية مرخة: هجر أمبركة :يقع " هجر أمبركة " في أعلى وادي مرخة ـ منابع وادي مرخة ـ ، في الضفة الشمالية من الوادي ، وهو عبارة عن تل أثري مستطيل الشكل معالمه مطموسة ولم يبق منه سوى بعض أجزاء من أسواره ، في ثلاث جهات هي الشمالية الشرقية ، والشمالية الغربية ، والجنوبية الشرقية ، إلا أن أهم ما يميزه هي المنشأة الدفاعية على الجهة الشرقية من الموقع الممثلة بالسور ، فهو مبنى مـن جدارين داخلي وخارجي وبينهما جدران تربطانهما مما يعني أن التحصينات الدفاعيـة لهـذا الموقع كانت ضخمة ، الأمر الذي يدل على أهميته .وإلى الشرق من هذا الموقع هناك موقع مشابه هو " هجر لجية " ، وهو عبارة عن تل أثري لم يبق من معالمه سوى بعض أساسات لمباني السور الذي كان يحيط بالمدينة ، وإلى الشرق من " هجر لجية " هناك – أيضاً – مدينة ثالثة هي هجر طالب ، وتشابه حالتها حالة " لجية " ، أجريت دراسة أثـريـة لتلك المواقـع التي تمثل البدايـات الأولى لاستيطان وادي مرخـة ، مـن قـبـل السيدة ( Prienne.J ) في مطلع عقد ( السبعينات من القرن العشرين ) ، وقد أشارت هذه الدراسة إلى أن تلك المواقع هي مواقع صغيرة تمثل البدايات الأولى لاستيطان وادي مرخة الذي قامت عليه مملكة أوسان ؛ وذلك لأنهم في أعلى الوادي ويستبعد أن يكون أياً منهم كان عاصمة لتلك المملكة التي ظهرت قبل ( القرن السابع قبل الميلاد ) ؛ وذلك لأن أحجامهم صغيرة .وقد اتجهت أنظارها " أي السيدة (Prienne . J ) بعد ذلك إلى " هجر الناب " الذي يقع إلى الشرق من تلك المواقع عند مصب وادي خورة ، فقد أقيم " هجر الناب " في مكان استراتيجي مرتفع عند ملتقى رافد وادي خورة بوادي مرخة ، وحجمه يعتبر أكبر بكثير من المواقع السابقة ، ولكن عندما اتسعت مدارك السيدة (Prienne . J ) عن مملكة أوسان العظيمة غضت الطرف أن يكون " هجر الناب " هو عاصمـة لمملكـة أوسـان تـلك المملكـة الغنيـة المتراميـة الأطـراف ، والتي يـرى السـيد ( Wissmann , H.V ) أن أراضيها كانت تمـتد من المعافر ـ الحجرية حالياً ـ إلى واديي حبان وميفعة مروراً بوادي تبن ووادي بنا ودثينة والعود ومنطقة وسر من وادي يشبم ووادي جردان لصغر حجم " هجر الناب " فلا يمكن أن يكون عاصمة إدارية لتلك الأراضي. 2- خزينة الـدرب :تقع " خزينة الدرب " على وادي مرخة ، في جزئه المحاذي لوادي خورة ، على جبل صخري في أسفل الجبل ويمتد بمسافة واسعة فيه ، ويتميز بقلة البنايات فيه ، أما بالنسبة للموقع الأثري فهو يعود إلى فترة ما قبل الإسلام واحتمال إلى أنه يعـود إلى فترة الدولـة السبئيـة التي ظهـرت قبل ( القرن السابع قبل الميلاد ) ، ويتمثل هذا الموقع في بقايا لأساسات مبانٍ ، وخنادق كانت عبارة عن قبور ولكن هذا الموقع تعرض للنبش والتخريب ، ونزعت أحجاره من قبل الأهالي ، كما يظهر من بقايا الأساسات أن هذا الموقع كانت له عدة ممرات ، وبوابات وعلى بعد ( كيلو متر ) تقريباً إلى الغرب من هذا الموقع وعلى حافة الجبل يمكن للإنسان أن يرى منشآت ري كثيرة مبنية بأحجار كبيرة ، ومن بينها سدان رئيسيان طول جدار أكبرهما ( 140 متراً ) ، وارتفاعه ( 4 أمتار(.أما عن سبب إطلاق تسمية ( خزينة ) على ذلك الموقع ، فقد ذكر الأهالي أن السبب يعود إلى أنه عثر في ذلك الموقع على لوح ذهبي بيع للإنجليز وبسبب ذلك أطلقت عليه تلك التسمية ، ومن المؤكد بأنه يوجد ضمن مجموعة ( كيكى - منشرجي ) لوحان ذهبيان اشتراهما في عدن أثناء الاحتلال الإنجليزي ، وهما مزينان برسوم لحيوانات خرافية .ويرى السيد عبدالله محيرز أن هذا الموقع ربما أنه بقايا المقبرة الملكية لملوك دولة أوسان ولكن نتيجة للعبث الذي تعرض له الموقع لا يمكن تأكيد أو نفي ذلك .3- هجر امحسينة :-يقع هجر امحسينة في السهل الفسيح في نهاية وادي خورة ، و ظهرت أهميته عقب بيع بعض القطع الأثرية للإنجليز إبان الاحتلال الإنجليزي للشطر الجنوبي من الوطن ، وهو عبارة عن تل مرتفع ، تكثر فيه بقايا لأجزاء قطع أثرية برونزية ، وأقيمت في أحد أطرافه قرية حديثة ، أخذت حجارتها من الموقع الأثري إلا أن الشيء المميز في أحجار ذلك الموقع ، أنها جلبت من مناطق بعيدة إذ أنها لا تتوفر ولا توجـد فـي الجبال القريبـة مـن الموقع ، وقـد وجــدت السيدة ( Prienne . J ) في ذلك الموقع نقشاً مكتوباً بخط المسند ، ولكنه مكتوب باللهجة السبئية ، الأمر الذي دعاها للادعاء أن السبئيين هـم الذين أدخـلوا العمران إلى هـذا الوادي ، وذلك القول لا يمكن القبول به لأن حضارة الدولة الأوسانية كانت قائمة على وادي مرخة والوديان القريبة منه، وأهمها وادي خورة الذي يقع فيه هذا الموقع ، وقد عاصرت أوسان في بدايـة ظهورها دولة سبأ وكانت تمثل الند لها .كان يعتمد هذا الموقع على المياه من السد الذي أقيم في أعلى الوادي ـ وادي خورة ـ حيث وجدت في أعلى الوادي في موضع يسمى - امقناة - بقايا إنشاءات عظيمة ، وهي قناة أقيمت على امتداد الجبل يدعمها جـدار ضخم ، وقـد كانت تلك القناة مطليـة بالقضاض ، ويبلغ عرضها ( مترين ) ، والجدار الذي يدعمها كانت أحجاره غير مهندمة ولكنها ضخمة ، تعكس مدى التطور الحضاري الذي وصله ذلك الوادي والمواقع التي أقيمت عليه .4- هجر يهر :يقع " هجر يهر " إلى الشرق من نهاية وادي مرخة ، يحده من الشرق موقع ذات الجار ، ومن الشمال موقع الحرشفين الأثريين ، وقد حمل ذلك الموقع اسمين آخرين إلى جانب هذا الاسم ؛ حيث يطلق عليه الأهالي اليوم اسم ( هجر أبو زيد ) ، ( والهجر الأبيض ) ، ولا نعرف ما هو المدلول التي تحمله تلك الأسماء ، ماعدا تسمية ( هجر أبو زيد ) ، حيث يعتقد الأهالي أن سبب تلك التسمية يعـود إلـى أنـه ينسـب إلى " أبـي زيـد الهلالي " كان أول من زار هذا الموقع السيد ( Phillby.H ) في عام ( 1936 م ) وأشار إلى أن هذا الموقع ما هو إلا بقايا لمنشآت ري ، وأنه لا يمثل مدينة .ثم زارت هذا الموقع السيدة ( Pirenne .J ) في مطلع ( السبعينات من القرن العشرين ) وقدمت وصفاً له ، حيث يقع في منتصفه عمود حجري يشبه المسلة على حد زعمها ، وإلى الشرق منه بقايا بناء بأحجار مهندمة ـ منحوتة ـ ، وإلى الغرب منه يوجد بقايا معبد عظيم ، أما إلى الشمال فهناك كثبان رملية ، تميز هذا الموقع عن بقية مدن وادي مرخة بوجود كميات كبيرة من عظام الحيوانات ، الأمر الذي دعى السيدة ( Pirenne .J ) إلى القول بأنه ربما كان يحتوي على موضع تضحية للطقوس الدينية ، ولعل المكان كله كان موضعاً للعبادة ، ففيه نصب يذبح عليه أو عنده ولكنه لا يمكن أن يكون مدينة ، لقد ثار جدل كبير بين المختصين حول احتمال أن يكون هذا الموقع هو عاصمة مملكة أوسان تلك المملكة التي كانت قائمـة قـبـل حـروب المكـرب السـبـئـي " كرب إل وتر بن ذمار علي " مكرب سبأ والذي ظهر في ( القرن السابع قبل الميلاد ) ، والذي ذكر بأنه دمرها هي وعاصمتها ، حيث كانت تمتد أراضي تلك المملكة على الأجزاء الساحلية الجنوبية من اليمن القديم ، وما يقوم عليها من ثغور وموانئ ، وكانت مملكة أوسان تعتمد على الجانب الاقتصادي فى التجارة مع السواحل الأفريقية ، وكانت تعتبر عدن وقنا من أهم موانيها ، ويؤكد ذلك الظن - عـلى حـد زعـم الدكتور " محمد عبد القادر بافقيه " - ، الإشارة العابرة التي جاءت في " البريبلوس " تصف الساحل الأفريقي شمالي زنجبار بالساحل الأوساني ، وهذه الإشارة التي جاءت متأخرة بـعـدة قـرون عـلى تدمير " كرب إل وتر " مكرب سبأ لمدن مملكة أوسان كما جاء في نقش النصر الموسوم بـ (RES . 3945 ) ، وهذا يدل على عمق الأثر الذي خلفه الأوسانيون في تلك البقاع ، وهو أمر لا يمكن أن يحدث إلاّ نتيجة لتاريخ طويل من الوجود والنفوذ المستمر لها والنشاط الحيوي الفعال .وإلى وقتنا الحاضر لا يعرف على وجه التحديد أين تقع عاصمة تلك المملكة الهامة ، وكل ما يمكن معرفته على وجه التقريب أن مركزها كان في وادي مرخة وما حواليه ، ومن هذا المكان بدأت تلك المملكة في التوسع على حساب أراضى جاراتها فأقتعطت أجزاءاً من أراضى مملكة قتبان وأجزاء من أراضي مملكة حضرموت ، وهو الأمر الذي ترتب عليه قيام المكرب السبئي " كرب إل وتر " بإخضاعها متحالفاً مع الحضرميين والقتبانيين الذين أعاد لهم ذلك المكرب السبئي أراضيهم المسلوبة ، ويبدو أن مملكة أوسان كانت مزدهرة كثيراً لدرجة أنها نافست مملكة سبأ ، حيث كانت تحتكر التجارة البحرية ـ وخاصة ـ السلع الأفريقية ، وذلك مـن خلال سيطرتها عـلى الأجـزاء الساحلية على الشاطئين اليمني والأفريقي ، ولم يكن أمام مملكة سبأ سوى الاهتمام بطرق القوافل التجارية البرية إلى جانب الزراعة في دعم بنيتها الاقتصادية وعقب حروب " كرب إل وتر " حققت الكثير من المكاسب الاقتصادية التي كانت تسيطر عليها مملكة أوسان .أما بالنسبة لحكام مملكة أوسان فمن الواضح من خلال نقوشهم أنهم كانوا يحملون صفات دينية فمثلاً هناك الكثير من نقوش مجموعـة ( كونتي ـ روسيني ) وخاصـة التي تحمـل الأرقـام من ( 63 إلى 96 ) ، تذكر اسم أحد ملوك أوسان ، وهو " يصدق إل فرعم بن شرح عث " " ملك أوسان " " بن ودم " ، أي أنه يعتبر ابناً للإله ، المعروف ( ود ) ، الذي كان يعبد ـ أيضاً ـ في مملكة معين ، واعتبار الملك لوحده ابناً للإله فهذا أمر لم نعهده في النقوش اليمنية القديمة لا من قبل ولا من بعد ، حـيـث نعرف ـ مثلاً ـ أن القتبانيين جيمعاً هـم أولاد ( عم ) والسبئيين هم أولاد ( المقة ) لكن اعتبار ذلك الملك بأنه ابناً للإله ( ودم ) ، فذلك في حاجة إلى المزيد من الدراسات والأبحاث في أراضي تلك المملكة والإله ( ود ) ، إضافة إلى أن العامة منِ الناس كانوا يتوجهون بقرابينهم المقدمة إلى الملك وليس إلى الإلـه ، ويـدل ذلك ـ أيضاً ـ أن الملك كان يتمتع بصفة دينية لا توجد في الدول اليمنية القديمة الأخرى وذلك يضيف ميزة هامة إلى المملكة الأوسانية .رابعاً : مديرية جردان 1- هجر البنا :يقع " هجر البنا " على وادي جردان على بعد ( 4 كيلومترات ) من جنوب قرية عياذ ، ويقع على سهل فسيح ، وهو عبارة عن تل أثري على هيئة مستطيل أبعاده ( 210 × 140 متراً ) ، ويتميز بالتحصينات الدفاعية حيث يحتوي على سور عليه منشأتان للحراسة الأولى في الشمال الشرقي والثانية في الجنوب الغربي ، أما بقايا المدينة في داخل السور فهي مطمورة تماماً ، ويظهر فيها جدران لأحد المباني في الجهة الجنوبية الشرقية ، يتكون ذلك المبنى من ( ستة عشر غرفة ) إلا أن معلوماتنا عن هذه المدينة لا تعدو أنها - ربما - تكون مدينة تعود إلى عصور ما قبل الإسلام ، وكانت تندرج بحكم موقعها ضمن إطار مملكة حضرموت حيث لم يعثر فيها على نقوش يمكن من خـلالها معرفـة اسم المدينة ، والتي كانت تندرج ضمن أملاك اليزنيين في الفتـرة الزمنـية من ( القرن الرابع إلى نهاية القرن الخامس الميلاديين
مديرية نصاب: 1- هجر جنــادلة :يقع " هجر جنادلة " على وادي الحجر الذي يقع غرب نصاب وغرب وادي عبدان ويتجه مجرى هذا الوادي من الغرب إلى الشرق ليصب في عبدان .و" الجنادلة " تقع على الفرع الجنوبي من ذلك الوادي ، وهو تل عظيم واقع على ملتقى وادي الجنادلة ووادي الحجر ، وفيه بقايا تدل على احتواء ذلك التل على بقايا منشآت ري واسعة ، حيث أقيم قبيل نهاية الفرع الجنوبي من وادي الحجر سد أطلق عليه اسم " سد أمرحمة " ، يتكون من : جدار السد وقناتين كبيرتين عليهما جدران مبنية كانتا تجمع الماء من الجبال وتصبانه خلف السد ، وقد كانت تلك المنشآت هي التي يعتمد عليها في ري أراضي الوادي الزراعية .وترى السيدة ( Prienne .J ) أن " هجر الجنادلة " كان هو مركز المنطقة الزراعية التي أصبحت الآن مجدبة ، فقد أصبح سكانها يعملون في رعي الأغنام ، ويلاحظ في هذا الموقع وعلى امتداد وادي الحجر مازالت أشجار المر موجودة وبكثرة تلك الأشجار التي قال عنها الكاتب اليوناني القديم ( اغاثا رخيدس الكنيدي ـ Agatha Rchide de Cende ) أنها كانت محمية بواسطة نوع من الحيات ـ الثعابين ـ تتميز بكونها قصيرة ولسعتها قاتلة ـ سامة ـ ، وبالفعل عند سؤال الأهالي في تلك المنطقة يذكرون أن في ذلك المكان نوع من الحيات يقفز بالفعل إلى فـوق الإنسان ويهاجمه.
2- نقش عبدان الكبير :عثرت على نقش عبدان الكبير السيدة Pirenne . J ) ) في نهاية عقد ( السبعينات من القرن العشرين ) في وادي عبدان ـ الذي يعتبر من أهم أودية المشرق إلى جانب وادي ضرا ، وادي عماقيين ، وادي جردان ـ ، الذي يبـعـد بحوالي ( 300 كيلو متر ) عن مدينة عدن إلى الشمال والذي يقع إلى الغـرب من نصاب ومدينة عبدان التاريخية التي
ذكرها نقش النصر الموسوم بــ ( RES.3945 ) ، ( في القرن السابع قبل الميلاد ) والتي لم يعثر على آثارها حتى الآن . ونقش عبدان عثرت عليه كما ذكرنا السيدة (Pirenne . J ) ونشرت نصه لأول مرة في مقالة بالفرنسية في دورية ( Raydan 4 ) في عام ( 1981 م ) ، وفـي نـفـس الدورية قـدم الدكتور " محمد عبد القادر بافقيه " دراسة له باللغة العربية ، ويعتبر هـذا النقش مـن أهم نقوش ( القرن الرابع الميلادي ) المعروفة ـ إن لم يكن أهمها على الإطلاق ـ ونقش عبدان يتحدث عن الأسرة اليزنية ، وتعد الأسرة اليزنية من الأسر اليمنية الكبيرة والقوية التي فرضت وجودها السياسي وتركت بصماتها الواضحة في أحداث ( القرن الرابع الميلادي ) ، يعـود تاريـخ ذلك النقش بالتحديد إلى العام ( 355 ميلادية ) ، وقد سجل عقب أحداث كثيرة تلت استيلاء الحميريين على شبوة ، كما جاء في النقش الموسوم بـ (Ja . 66J ) والذي على إثره ضمت حضرموت إلى دولة التبابعة وأصبحت ضمن اللقب الملكي ـ ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنات ـ
وقد ذكر نقش عبدان أن الحضارمة في بادئ الأمر صبوا غضبهم على مدينة عبدان ، وتمثل ذلك في تدميرها تماماً ، وذلك يعلل السبب في عدم العثور على مخلفاتها ، وعقب ذلك بنى اليزنيون حاضرة لهم أطلق عليها النقش ( بيت ـ يزأن ) ، وكانت بذلك تسيطر على الرقعة الممتدة ما بين وادي عبدان وعماقين ، وقد جاءت أخبار تلك الأسرة في نقش عبدان الذي أمد المتخصصين ـ في دراسة تاريخ اليمن قبل الإسلام ـ بحقائق وتفاصيل نادرة عملت على تصحيح بعض الآراء والتصورات عن اليزنيين ودورهم في أحداث ( القرن الرابع الميلادي ) ، بدأً من تسلسل أصل نسب الأسرة اليزنية ومروراً بالمعطيات الجديدة التي قدمها عن نظام القيالة وانتهاءً بمشاركتهم في الوقائع الحربية والمعارك التي خاضوها في بداية بروزهم كقوة كبيرة في إطار الحكم المركزي للملوك الحميريين الذين حملوا في ذلك الوقت لقب – ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنات – والذين كانت تقوم سيطرتهم على الأراضي شـرقـاً حتى المهرة وشـمـالاً إلـى أراضي " معد " ـ نزار وغسان ـ ، إضافة إلى أن ذلك النقش قد ذكر الأعمال المدنية وهي أعمال ترميم وبناء في عبدان ـ مدينة اليزنيين ـ وأعمال ري وزراعة .ويمكن تلخيص أهم محاور ذلك النقش في النقاط التالية :- بداية بروز وصعود اليزنيين ـ في عـهـد مـؤسس الأسرة وهـو " ملشان " وأبنائه وأكبرهم " خولي " وحفيد مؤسس الأسرة .- الأوضاع الداخلية في اليمن في تلك الفترة ؛ وبصفة خاصة حركات التمرد ضد الدولة الحميرية في الأطراف والمناطق الوعرة ودور اليزنيين كقادة تحت ظل الدولة الحميرية .- قيادتهم للحملات الحميرية التي اندفعت نحو وسط الجزيرة العربية وشمالها وخاصة في النصف الشرقي منها حيث كانت تقوم مملكة نزار ـ البحرين ـ التي كانـت قـد تـعـرضت في أواخر ( القرن الثالث ومطلع القرن الرابع الميلاديين ) للاجـتـاح مـنقـبـل امـرئ القيس بن عمرو اللخمي ـ ملك كل العرب ـ ، وكان هذا بدابة امتداد النفوذ الحميري في عهد التبابعة في الأراضي المعدية ، وهو الذي يفسر اتخاذ " أبى كرب اسعد " فيما بعد لـقباً ملكياً طويـلاً وهو " ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنات وإعرابهم طوداً وتهامة " ويعلق " بافقيه " على ذلك النقش بأنه أثر تاريخي هام وقيم وذلك في كونه يذكر أو يتحدث عن وقائع كثيرة ؛ إضافة إلى احتوائه على أسماء أماكن كثيرة جداً مما جعل الدكتور " بافقيه " يقرنه من حيث الأهمية بنقش النصر الذي سجله " كرب إل وتر بن ذمار علي " مكـرب سـبــأ فـي ( القرن السابع قبل الميلاد ) ، والموسـوم بـ( RES .3945 ) ، ويدعوا إلى المزيد من التعميق في معطياته الأمر الذي سيضيف الكثير إلى معارفنا عـن العلاقات ( الجغرافية – السياسية ) فـي شـبة الجـزيـرة العـربيـة كلـهـا فـي ( القرن الرابع الميلادي ) ، ولا ننسى أن نذكر أن أحفاد أولئك اليزنيين هم الذين كانوا يعتبرون أركان حرب وقادة الملك اليمنى " يوسف أسار يثأر " المشهور بلقبه " ذي نواس " .- كما وجد نقشين آخريين هما نقش لملح ونقش أمقضاض ونفهم من نقش أمقـضـاض (Robin . C ) ، ـ الذي يرجع تاريخه إلى ما بين ( القرنين الثاني والرابع الميلاديين ) ـ إن وادي ضرا كان قد خضع للأسرة اليزنيية ، أما نقش لملح فهو النقش المرسوم بـ RES.4069 ) ) فقد ورد فيه اسماء أقيال الأسرة اليزنيية .
3- هجر حويدر :يقع " هجر حويدر " في وادي ضرا ، في ملتقى واديي رمان وعريان ، وهو عبارة عن تل أثري مرتفع عن مستوى سطح الوادي توجد فيه بقايا أساسات لمبانٍ وأحجار مهندمة ، زارته السيدة (Prienne .J ) في فبراير ( 1975 م ) إلا أنه تعرض في الآونة الأخيرة للعبث من قبل الأهالي الأمـر الذي أدى إلى طمس معالم الموقع ، عثر فيه على نقشين هامين : نشرتها السيدة (Prienne .J ) ، حيث يتحدث النقش الأول عن قيام المكرب
القتباني " يـدع أب ذبين يهنعم " ـ مكرب قتبان وولد عم أوسان وكحد ودهسم وتبن ـ ببناء محفد ربما كان فـي هـذا الموقع ، حيث ذكـر أن اسم هذا الموقع هو (هجرن / عبر ) وذلك أثناء الحرب التي كانت تدور رحاها بين الحضارمة والقتبانيين في عهد هذا الحاكم ، إلا أن الشيء الملـفـت للنظر أنـه يـذكـر أن سكان هـذا المـوقـع كانوا من قبيلة ـ ضراء بالهمزة ـ ، بمعنى أن اسم الوادي المعروف اليوم ـ بضرا ـ ما هو إلا اسم القبيلة القديمة التي كانت تسكن الموقع .أما بالنسبة للنقش الآخر ، فقد سجله أحد أعيان قبيلة ضراء ويتحدث ـ أيضاً ـ عن بناء ذلك المحفد الذي ذكر في النقش الأول ، وفيه يتقرب هذا الشخص إلى حاكم قتبان الذي أطلق عليه النقش لـقـب " ملك قتبان " وليس " مكـرب قتبان " بالـرغـم مـن أن الـحـاكـم هـو نفسه " يدع أب ذبين يهنعم " ومغزى ذلك لا نستطع أن نعرفه بدقة وإلى أن نعرف بالضبط الفرق بين صلاحيات ونشاطات ومهام كلاً من يحمل لقب " مكرب " ولقب " ملك " من الحكام .4- هجـر أم ذيبيـة :يقع " هجر أم ذيبية " في وادي ضرا ، ولا يوجد تعليل لسبب تسميته بهذا الاسم لعدم العثور على نقوش تشير إلى اسمه ، ولكن طالما أنه أطلق عليه وصف ( هجر ) الذي يعني باللغة اليمنية القديمة ( مدينة ) ، يدل على أن الموقع المذكور قد أقيم على أنقاض موقع أثري قديم ، أما بالنسبة لاسم ( أم ذيبية ) فاحتمال أنه اسم للعشيرة التي أقامت على هذا الموقع في الفترات اللاحقة .ويقع هجر أم ذيبية في وسط أرض غرينية ، كان يشكل على الأغلب موقعاً قديماً محصناً تحصيناً دفاعياً ، وهو يأخذ شكلاً مستطيلاً تبلغ أبـعـاده ( 90 × 70 متراً ) ، ويصل ارتفاعـه إلى نحو ( 20 متراً ) عن مستوى سطح الوادي ، ويحتمل أن بناء هذا الموقع قد تم على أساسات مبانٍ قديمة مما جعله يصل إلى ذلك الارتفاع ، ومن الدراسات الأولية لهذا الموقع يلاحظ عدم وجود سور متصل حول الموقع وأن جدران مبانيه المتراصة تشكل
تحصيناً له ، وهو ما نجده ـ مثلاً ـ في حنو الزرير في محافظة مأرب ، وشبام حضرموت أجريت في هذا الموقع حفريات أثرية ، ولكن ليس في الهجر وإنما في المقابر المجاورة له مـن الجهة الشمالية الشرقية ، لقد أثرت السيول التي كانت تجتاح وادي ضرا على شكل ومستوى المقبرة ، فالفيضانات عادة ما كانت تحمل معها الطمي الذي يتراكم فوق بعضه على مر الزمن ، ويظهر من تعدد مستويات القبور في الأخاديد التي حفرتها مياه الأمطار ، فالقبور التي تقع في قيعان الأخاديد يصل عمقها إلى ( خمسة أمتار ) عن مستوى سطح الأرض ؛ وهذا مما قد يكون دليلاً على قدم الاستيطان في الموقع .وقد حفرت في ذلك الموقع خمسة قبور من قبل البعثة الأثرية اليمنية الفرنسية في منتصف ( عقد الثمانينات من القرن العشرين ) ، وكشفت عن مجموعة من القطع الأثرية الغنية والمتفردة في نوعيتها والتي تسمى ـ مواد قبورية أو جنائزية ـ قوامها قطع فخارية وبرونزية وذهبية ، وقد تميزت في تنوع موادها وكثرة التفاصيل الزخرفية ودقتها ، فالأواني القيمة من الزجاج والعاج وتلك المصنوعة من المعادن ( فضة ، برونز ، نحاس ) تتميز بدقة صناعتها ومستواها الرفيع ، فمثلاً الإناء ذو الأشرطة الذهبية والفضية المزين برسوم حيوانات وغصينات نباتية يعكس الصناعة الدقيقـة والمهارة الفائقة في تشكيلها ، وأجنحة العنقاء ورؤوس الأسود صُنعوا بدقـة وجمـال تستدعي الإعجاب
مديرية رضوم :1- ميناء قنا ( بير علي / حصن الغراب:تـقـع " ميناء قنا " ـ " بير علي " ـ على ساحل البحر العربي ، تبعد عـن المكلا بحوالي ( 120 كيلو متراً ) ، وعن عتق ـ المركز الإداري لمحافظة شبوة ـ بحوالي ( 140 كيلومتراً(.إن اقدم ذكر لميناء قنا جاء في العهد القديم من الكتاب المقدس في " سفر حز قيال " ، حيث ورد : " حران وقنية وعدن تجار شبا وكلمد تجارك " بمعنى أنها كانت معروفة منذ عصور غابرة ، كما جاء ذكرها في المصادر الكلاسيكية ـ الإغريقية واللاتينية ـ حيث ورد ذكرها في كتاب " الطواف حول البحر الأرتري " وعند " بطليموس " جاء اسمها ( ترولا(.وتتكون قنا من الميناء ، وحصن أقيم على قمة الجبل الذي يعلوها من الجهة الجنوبية الشرقية والذي أطلقت عليه النقوش اسم ( عر ـ مويت ) أي جبل ماوية ، أما قنا فقد جاء اسمها في النقوش اليمنية القديمة بصيغة ( ق ن أ ) إلا أن الاسم الذي يطغى ـ حالياً ـ على تلك الميناء ، هو " بير علي " ، وهو الاسم الذي تعرف به تلك القرية الحديثة التي تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة قنا والتي تبعد عنها بحوالي ( 3 كيلومترات(.لقد كشفت التنقيبات الأثرية للبعثة اليمنية السوفيتية عن الدور الذي كانت تلعبه ميناء قنا التي استخدمت كمرفأ على الطريق الممتد إلى الهند منذ ( النصف الثاني من الألف الأول قبل الميلاد ) ، ولم تكشف بعد الحفريات الأثرية عن الفترات الأقدم لها ، وكانت ميناء قنا الميناء الرئيسي لليمن القديم في تجارة الترانزيت من ( القرن الأول ) وحتى ( القرن الرابع الميلادي ) ، وقد ذكرت في النقوش اليمنية القديمة بخليج قنا " فرضة " ـ ميناء ـ ملك حضرموت كما جاء في النقش الموسوم بــ(Ir.13 ) بالعـبـارة التالية : ( حيقن / قنا / مجدح / ملك / حضرموت(.كانت قنا الميناء الرئيسي لمملكة حضرموت ، وكان ينقل منها البخور واللبان اليمني عن طريق البر إلى دول البحر الأبيض المتوسط بواسطة القوافل وعن طريق البحر في الفترات المتأخرة ، وكانت تنقل إليها توابل الهند وسلع شرق أفريقيا ، وكانت أفضل موانئ الجزيرة العربية بعد عدن ، فعندما تهب الرياح الموسمية الجنوبية الغربية تجد السفن مكانا تحتمي فيه في تلك الميناء ويبعـد عنها بحوالي ( 5 أميال ) إلى الشرق في خليج صغير تحيط به الجبال من عدة جهات .دلت معطيات الحفريات الأثرية للبعثة اليمنية السوفيتية في ميناء قنا أنه كان لها علاقات تجارية مع دول شرق البحر الأبيض المتوسط المعاصرة لها وأفريقيا وإيران والهند ، كما كانت طرق القوافل تربط تلك الميناء بكل من مدن تمنع وشبوة وغيرها من محطات طريق اللبان التجارية الرئيسية وكذلك بالمناطق الداخليـة لحضرموت ، واللـبـان الـذي كان ينقل إليها مـن أرض ( سأكلن ) – مدينة ظفار في سلطنة عُمان حالياً – عن طريق البحر في موسم الشتاء .كانت تحتوي ميناء قنا ضمن مبانيها قصر ممثل ملك حضرموت ، وداراً للسكة ومخازن تجارية ، وسماسر للقوافل ، كما وجدت من ضمن أثار المدينة أجزاء من كتابات بلغات قديمة لحضارات مختلفة منها الإغريقية والنبطية ، وعلى جزء مـن إنـاء عليـه كتابـة بالخط ( الهيروغليفي ) ـ الخط المصري القديم ـ وكتابة بالخط الصيني وكتابات بالخط اليمني القديم - المسند - ، وتدل تلك الآثار على أن المدينة كانت تضم ثقافات مختلفة لأقوام جاءوا من مختلف أرجاء المعمورة ليمارسوا التجارة ونستطيع أن نتصور من ذلك أنه كان يمثل أقدم سوق حرة في مدينة عالمية في العالم القديم .- قصة اكتشاف حصن الغراب : في صباح السادس عشر من شهر آيار ( مايو ) مـن عـام ( 1834 م ) ، القى بحارة السفينة الإنجليزية ( بالينورس ) المرساة في ممر ضيق قصير مغلق من أحد جانبيه بجزيرة منخفضة ومن الجانب الآخر بصخرة قائمة وعرة عليها بقايا حصن قديم ، وقال لهم البحار العربي المرافق لبحارة السفينة الإنجليز ، إن هـذا المكان هو ( حصن الغراب ) ، وكان البحارة الإنجليز ثلاثـة هم " ولستد " و " هاملتن " و " كروتندن " ، فقد أوكل إليهم القبطان " هينس " الذي استولى على عدن عام ( 1839 م ) مهمة استكشاف الساحل الجنوبي للجزيرة العربية ، ولكن البحارة تمادوا في مهمتهم إلى البحث عن المواقع الأثرية والنقوش ، وعلى قمة حصن الغراب شاهدوا خـرائـب فتوجه اثنان مـن البحارة الثلاثـة إلى تفحصها وقال أحدهم وهو " ولستد " عن ذلك : " نزلنا إلى البر على طريق رملية امتدت إلى أسفل التلة ، فألفينا أنفسنا بين أطلال وأبراج ومنازل كثيرة ، وكانت المنازل صغيرة مربعة الشكل تضم أربع غرف على الأكثر ذات طابق واحد ، وانحدار التلة من هذه الجهة يرتفع بالتدريج ، وانتشرت آثار عديدة على منحدرها ، إلا أننا لم نجد عليه أطلال منازل أو أبنية عامة ، فقد كان معظم الخرائب مبنياً من أحجار الصخور الجبلية نفسها وقضضت بأسمنت مصنوع من الصدف المتحجر ، والجزيرة الصغيرة اليوم متصلة بالساحل ببرزخ رملي لكنها كانت فيما مضى مفصولة عنه تماماً " ، وفي الطريق الصاعد إلى قمة جبل حصن الغراب عُثر فيه على كتابة أثرية ، ووجـدوا عـلى القمـة بيوتـاً وجدراناً وصهريجاً ( كريفاً ) للماء وبقايا تحصينات ، وعلى الأجزاء البارزة من القمة كانت تقوم عليها أبراج ضخمة مربعة الشكل تتجه للبحر ، ومن ذلك تبين لأولئك البحارة أنها كانت عبارة عن حصن ـ قلعة ـ تحمي الميناء من جهة البحر ذلك هو ملخص لقصة اكتشاف آثار حصن الغراب ، وهي القصة التي وجهت الأنظار إلى أثـار ذلك الحصن والميناء الــذي كان قائماً إلى جــواره ، وقـد نـسـخ ( ولستد ـJ.R.Wellsted ) تلك الكتابـات التي وجدها هو (وهنيس ـ S.B.Hainss ) في الطريق الصاعد إلى قمة حصن الغراب وهما النقشين الموسومان بـ (CIH.728 , CIH. 621 ) واعتبراهما قريبي الصلة من حيث خطوطهما باللغة الحبشية ـ الجعزية ـ بعد المقارنة بالخطوط الأخرى المعروفة وقد أشتهر النقش الموسوم بـ ( CIH. 621 ) بين علماء الحضارة اليمنية القديمة باسم نقش " حصن الغراب " ، وهـو مـن أهـم النقوش التي نشراها ، حيث ساعد اكتشاف هذا النقش ـ أولاً ـ في فك رموز اللغة اليمنية القديمة ـ وثانياً ـ في كونه يؤرخ لأهـم فـتـرة مـن فترات التاريخ اليمني قـبـل الإسـلام ، حيث أنه مؤرخ في العام ( 640 من التاريخ الحميري ) الذي يقابل سنة ( 525 ميلادية ) ، وهي المرحلة التي شهدت سقوط الحضارة اليمنية القديمة ، كما يتحدث ذلك النقش عن المرحلة النهائية للأسرة اليزنية منذ أن وضـعـوا أقـدامـهـم فـي القصر المعروف باسم ـ يـزأن ـ في وادي عـبـدان حتى قيام ثـورة ( يوسف أسار يزأن ) ، ذلك الملك الـذي وصل إلـى الحكم عقب أحداث عاصفة أشبه بالثورة بـدأت أحـداثها فـي سنة ( 518 ميلادية ) ، حيث قاد تلك الأحداث ذلك الملك اليزني المشهور ـ في المصادر الإخبارية يعرف " بذي نواس " ـ ، فقد اعتنق اليهودية ونكل بالمسيحيين في مدينة ظفار عاصمة الحميريين في قاع يحصب وبلاد الركب ، كما حاصر نجران وعذب النصارى فيها وأحداث أخرى في عدد من المناطق والأماكن اليمنية القديمة ، وقد أصبح ذلك الملك هو زعيم أخر أسرة يمنية حاكمة لليمن موحداً أو شبه موحد قبل الإسلام ، ويتحدث نقش حصن الغراب الذي جاء بعد ثمان سنوات تقريباً من تلك الأحداث عن وضع قد اختلف تماماً ، إذ يـذكـر مسجـلـوا النقش أنهم تـحـصـنـوا فـي ( عر ـ مويت ) المشهور ـ بحصن الغراب ـ بـعـد أن رمموا سوره وبابه وصهاريجه وطريق العقبة الصاعد إليه ، وقد تحصنوا به عندما عادوا من أرض الحبشة .ومع اجتياح جحافل الأحباش أرض حمير وقتلها للملك الحميري وأقياله الحميريين والأرحبيين ، وقد ذكروا في ذلك النقش الأراضي التي تتبعهم والتي تمتد من غيمان جنوباً حتى أراضي القتبانيين والحضارمة سابقاً ، ويبدو أن مسجل النقش وهو الزعيم اليزني " سميفع اشوع " كان يقبع متربصاً في حصن الغراب وأن الأمور في سنة ( 525 ميلادية ) لم تكن قد استقرت بعد ولعل تسوية قد تمت ـ بعـد احتـلال الأحباش لمدينة ظفار والمناطق الغربية ـ ، بين الغزاة وبين ذلك الزعيم اليزني ، يلاحظ في هذا النقش اختفاء النغمة اليهودية التي تدل على تحول ديني أدى إلى تفاهمهم مع الأحباش ، وقد أجمعت المصادر القديمة على أن الغزو الحبشي لليمن جاء نتيجة لاضطهاد المسيحيين في اليمن ، وبعد تلك الأحداث سيطر الأحباش على اليمن .ونعود إلى ميناء قنا في ( الثلاثة قرون الرابع والخامس والسادس للميلاد ) ، فقد سكنت جزئياً ، حيث سكن حصنها اليزنيون في ( منتصف القرن السادس الميلادي ـ525 ميلادية) ـ كما رأينا ـ وقد شاركت في التجارة البحرية ولكنها لم تكن كما كانت في سابق عهدها كمركز تجاري دولي ، وبتغير خطوط طريق التجارة البحرية والبرية وهبوط الطلب على سلعة اللبان انتهت تدريجياً قنا كميناء في ( القرنين السابع والثامن الميلاديين ) ، وورثت ميناء الشحر في حضرموت مكانها ، وقد جاء ذكر ميناء قنا عند بن المجاور ( القرن الثالث عشر الميلادي – السابع الهجري ) باعتبارها محطة في طريق الحج إلى جانب ( مجدجة ) ، وقد ورد اسم قنا في الخرائط البحرية في ( القرن الخامس عشر الميلادي ) ضمن أسم للجزر الخمس التي تحيط بميناء قنا ( جزر القنا ) .وتقع - حالياً - إلى جوار ميناء قنا قرية " بير علي " ، وهي القرية التي طغى اسمها على المنطقة كلها ، وكانت في فترة سلاطين جنوب اليمن أثناء الاحتلال الإنجليزي ميناء تتبع سلطنة الواحدي ، وكان يقيم فيها ممثل السلطان الواحدي ، وسلطان الميناء .2- ميناء بلحاف :تقع " ميناء بلحاف " غرب ميناء " بير علي " ـ قنا ـ ، وهي ميناء بحري صغير لذلك فإن التجارة فيه قليلة ، وله عدة مراسي للقوارب الصغيرة ، حيث لا تتسع لرسو القوارب أو السفن الكبيرة نظراً لأن مياه الشاطئ ليست عميقة إضافة إلى أن ساحله محصور من جهة الشمال بكتل من شعاب صخور " اللافا " المرتفعة ، وكانت الميناء خلال فترة الاحتلال الإنجليزي للشطر الجنوبي ( سابقاً ) ميناءاً ثانياً إلى جانب ميناء " بير علي " لسلطنة الواحدي ، وكان لها سلطان يتبع سلطان الواحدي وقد أجريت دراسات أثرية لهذه الميناء ، فوجدت بقايا فخار يعـود إلى الفترة الإسلامية ولا يتعدى ( القرن السادس عشر الميلادي ) على أبعد تقدير ، ويحتمل أن هذه الميناء كانت المنفذ الخاص بوادي ميفعة الذي يصب في غرب ميناء بلحاف ، ويحتوي هذا الوادي على الكثير من القرى والمستوطنات التي كانت تعتمد على بلحاف كمركز تجاري بحري تصدر منه منتجاتهم المحلية ، ويستوردون عبره المنتوجات الأخرى ، أما بلحاف الآن فهي قرية صغيرة على البحر يعمل سكانها في الصيد ، ويمتازون بالبساطة .3- مدينة شبوة القديمة :تقع " مدينة شبوة القديمة " في أقصى غرب وادي حضرموت على أطراف مفازة صيهد في أسفل مجرى أحد الأودية الكبيرة التي تصب في اتجاه رملة السبعتين ، وهي بذلك ترتبط مباشرة بثلاث مناطق تضاريسية مختلفة : بالأرض الجبلية المرتفعة ، بالسهول الخصبة بين الوديان ، وبرمال مفازة صيهد .إن أول من اكتشف هذه المدينة هو الرحالة الإنجليزي ( جون فلبي(Phillby.J. B -عام ( 1936 م ) تلاه بعاميين (هاميلتون ( Hamilton -، أي في عام ( 1938 م ) الذي أجرى فيها بعض الاستكشافات الأثرية ؛ إلا أن أهم الدراسات والأبحاث الأثرية التي أجريت في تلك المدينة كانت من قبل البعثة الأثرية اليمنية الفرنسية التي أجرت فيها حفريات أثرية امتدت قرابة ثلاثة عشر موسماً في الأعوام ( 74 - 1987 م(.ومدينة شبوة القديمة جاء ذكرها في النقوش اليمنية القديمة ، ومنها خمسة نقوش التي تم العثور عليها في موقع المدينة القديمة ، باسم ( ش ب و ت ) ، وقد أطلق عليها اصطلاح المدينة المتكاملة حيث وردت بصيغة ( هـ ج ر ن / ش ب و ت ) وقد مثلت قرابة الألف عام عاصمة لمملكة حضرموت ، تلك المملكة التي كانت تمتد أراضيها من وادي حبان ووادي ميفعة ووادي عماقيين ووادي جردان غرباً وحتى مدينة سمهرم ( خور روري ) شــرقـاً التي تـبـعد قـرابة ( 80 كيلو متر ) شرق مدينة شبوة القديمة مروراً بوادي دوعن ووادي عمد ـ أو بمعنى أخر منطقتي الكسر والسرير ـ، وتلك الأراضي المترامية الأطراف والتي تمتد سواحلها من " ميناء قنا" غرباً حتى " مدينة ظفار " ـ في سلطنة عُمان حالياً ـ شرقاً ، كانت مدينة شبوة هي العاصمة الإدارية لتلك المملكة ، وميناء قنا هي ميناؤها الرئيسي ، وهما من أهم مدن مملكة حضرموت القديمة .بدأ ظهور مملكة حضرموت ـ الدولة ـ في مطلع ( الألف الأول قبل الميلاد ) حيث ورد ذكر حضرموت كدولة في نقش " كرب إل وتر بن ذمار علي " مكرب سبأ المشهور بنقش النصر والموسوم بـRES. 3945 ) ) والذي يعود تاريخه إلى ( القرن السابع قبل الميلاد ) ، وفي هذا النقش ذكر ذلك الحاكم السبئي أنه تحالف مع مملكة حضرموت ومملكة قتبان من أجل القضاء على مملكة أوسان تلك المملكة التي احتلت أجـزاء من أراضي مملكة حضرموت ، وهي الأراضي التي أعـادها " كرب إل وتر " مكرب سبأ إلى حكم مملكة حضرموت عقب القضاء المبرم على مملكة أوسان التي ورثتها لاحقاً مملكة قتبان ، بمعنى أن مملكة حضرموت قد ظهرت قبل ( القرن السابع قبل الميلاد ) ولم تصل حضارتها كدولة في ( القرن السابع قبل الميلاد ) إلا وقد سبقتها قرون عديدة حتى تشكلت خلالها معالم تلك الدولة ، واستمرت قرابة الألف عام ما بين مد وجزر ، فترة تتخللها صراعات دامية من جانب وازدهار اقتصادي واسع واستقرار من جانب آخر ، استطاعت تلك الدولة في تلك الفترة أن تخلق لها هوية مستقلة لها سماتها البارزة وشخصيتها المميزة ، وقد أفل نجم هذه المملكة المترامية الأطراف في ( النصف الثاني من القرن الثالث الميلادي ) فقد تعرضت عاصمتهم شبوة للنهب والتدمير لأول مرة في عهد الملك السبئي " شعرم أوتر " في نهاية ( القرن الثاني الميلادِي ) ، وهو الملك الذي هجم على شبوة العاصمة فـي حين كان الملك الحضرمي آنـذاك هو " العز يلط " في مدينة " ذات غيلم " في وادي بيحان ، ذلك الملك الذي أسره السبئيون وقادوه إلى مدينة مأرب ، ولكن في مطلع ( القرن الثالث الميلادي ) أعاد الملك الحضرمي " يدع إل بين بن رب شمس " بناء العاصمة شبوة ، وهو الأمر الذي ترتب عليه عودة سكانها الذين غادروها نتيجة للغارات السابقة ، ثم شيد القصر الملكي " شقر " ، ودمرها للمرة الثانية الملك الحميري " شمر يهرعش " في الربع الأخير من ( القرن الثالث الميلادي ) ، كما دمر معظم المدن الحضرمية الأخرى الواقعة في وادي حضرموت ، وبعدها لم نجد لها ذكر في نقوش المملكة المستقلة ومن حينها ، فقد أصبحت الأراضي الحضرمية مقاطعة حميرية ، ولذلك أضاف الملوك الحميريون اسم حضرموت في اللقب الملكي وأصبح " ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنات " .
ـ أثار مدينة شبوة القديمة :
لم يتبق من آثار تلك العاصمة إلا الشيء القليل وهـو عبارة عن بقايا أطلال وخرائب مندثرة عفى عليها الزمن ولكنها لا تزال واضحة المعالم ، ومن أهم مكوناتها التي لا تزال ماثلة للعيان هي :- الأسوار - القصر الملكي - المعبد - قنوات الري ، والأراضي الزراعية - المقابر أولاً : الأسوار : اتخذت الأسوار في تخطيطها شكلاً مستطيلاً بعض الشيء ، تمتد بقاياه قرابة ( 420 متراً ) ، فقد تهدمت أجزاء كثيرة ولم يتبق منه سوى أجزاء في المنطقة الغربية ، وهو عبارة عن جدار طويل مستقيم تقريباً ، أقيم عليه برجان دفاعيان ، كما توجد بقايا للسور ، وهي جدران أقيمت في الاتجاه ( الجنوبي – الغربي ) ، ( فالشمالي – الشرقي ) ، ثم تنقطع شـرق القصر الملكي عند البوابة ، وفي أقصى شمال السور توجد بوابة بشكل زاوية حادة تكونت نتيجة اتجاه السور إلى الجنوب .ثانياً : القصر الملكي : لقد مر القصر الملكي في مدينة شبوة بالكثير من الأحداث ، فقد دُمر عدة مرات في عهد الملك السبئي " شعرم أوتر " في نهاية ( القرن الثاني الميلادي ) ، ثم دُمر نهائياً في عهد الملك الحميري " شمر يهرعش " في الربع الأخير من ( القرن الثالث الميلادي ( .وبرغم تلك الأحداث والتجديدات والترميمات التي مر بها القصر إلا أنها لم تحدث تغييراً جذرياً للقصر بل بقى محافظاً على تصاميمه الأصلية والقديمة .يتكون القصر الملكي ، الذي يحمل اسم ( ش ق ر ) ، من مبنيين رئيسين أقيما على تلة مرتفعة مبلطة يصل ارتفاعها إلى قرابة ( 5 مترات ) عن مستوى الشارع .- يقع المبنى الأولA : على طول الجهة الجنوبية لتلك التلة ، وكان يتكون من عدة طوابق ، ولكن لم يبقى منه سوى الدور الأرضي ، وهو مكان الأكثر ارتفاعاً في المدينة ، وقد تعرض للكثير من عوامل التعرية ، إلا أن تصميمه الأولي لا يزال معروفاً بالرغم من اختفاء أجزاء منه في عدة نواحي فهو مبني من اللبن بشكل مستطيل أبعاده ( 22.30 م × 19.80 م ) يقوم على أساس ارتفاعه ( 6.50 متراً ) ، وهناك بعض الجدران بنيت بالحجر ، ويتكون من عدة غرف مستطيلة .أما الأدوار العليا المبنية من اللبن فلم يبق منها سوى ما يصل ارتفاعه الأقصى إلى ( 1.60 متر ) في وسط المبنى ولا نستطيع أن نحدد عدد الأدوار التي كان يتكون منها هذا المبنى آنذاك .- يقع المبنى الثاني B : في الجهات الشرقية والغربية والشمالية من التلة ، وهيئته بشكل حرف (U) مقلوبة يحيط الرواقان الجانبيان منه بالمبنى الأول A ويفصل بينه وبين المبنى A ممران ضيقان عرضهما ( 90 سم ) ، ( 120 سم ) وهما المدخلان الوحيدان للقصر ، ولهما بوابتان ينفذ من خلالهما إلى الفناء . وطول المبنىB من الشمال إلى الجنوب ( 32.5 متر ) ، ومن الشرق إلى الغرب ( 38.5 متر ) ، ولم يبق من أثار هذا المبنى سوى بعض الغرف في الرواق الشرقي المشرف على الفناء ، وقد بنيت أدوار عليا في هذا المبنى من اللبن الذي يرتكز على الأحجار ، ويفصل بينهما عوارض خشبية .- الفنـاء : كان الفناء مبلطاً ببلاطات صغيرة من الأحجار الجيرية التي رُصت بشكل متناسق يشبه بناء الجدران ، وقد تم عمل تصور لشكل القصر من قبل البعثة الأثرية اليمنية الفرنسية التي قامت بالحفريات في موقع المدينة ، وأوضحت أن القصر ربما أنه كان يتكون من عدة أدوار تصل إلى ثلاثة أو أربعة بناءاً على ما تواردت عنه من أخبار إلى جانب الكم الهائل من الأنقاض التي عُثر عليها في مكان القصر .وقد كانت تستخدم الأدوار الأرضية من القصر كمخازن ، أما الأدوار العليا ففيها توجد الأجنحة السكنية الملكية .وتميز القصر الملكي في شبوة في كونه مبنى حصين ذا ميزات دفاعية معروفة في العمارة في حضرموت ، وتلك الميزات الدفاعية تتمثل في أن القاعدة التي يقوم عليها القصر مرتفعة ، وأدواره أيضاً مرتفعة إلى جانب صعوبة الدخول إليه ، فالفتحات والمنافذ في الطوابق السفلى قليلة .أهم الآثار التي عُثر عليها في القصر الملكي :أ – عمود وتاج عمود : عُثر على كثير من الأعمدة وتيجانها في القصر وخاصة تلك الأعمدة المثمنة الأضلاع التي وجدت في الجهة الشرقية وهي الأعمدة التي يقوم عليها الرواق ولكن هناك عمود وتاجه مميزاً إذ أن حجارته من الرخام ، وقد حفرت عليه رسوم زخرفية تعتبر آية في الجمال والدقة حيث زين العمود بزخارف نباتية قوامها فروع وأوراق وعناقيد العنب المتكررة ويشابه هذا العمود بقية أعمدة الرواق ، لكن تميز تاج العمود برسم شكل منظر حيواني مجنح يطلق عليه ـ التنين ـ ، وهو أسلوب هلنستي في النحت والرسمب - الرسوم الجدارية : بالرغم مما تعرض له القصر الملكي في شبوة من حريق وتخريب ونهب خـلال فترات زمنيـة مختلفة إلا أن الحفريات الأثرية قد كشفت عن رسوم جدارية جميلة ، و بالرغم من تلفها بفعل ما تعرض له القصر من أحداث حربية وبفعل العوامل الطبيعية من رطوبة إلا أن بعضاً منها أمكن تجميعه ، ومنها صورة لامرأة بخمار أبيض ترتدي ثوباً فضفاضاً ونستطيع أن نرى الحلي التي كانت تلبسها حول عنقها ، وهناك رسم آخر لرجل يقبض على لجام حصان ، إضافة إلى ذلك فهناك قطع أخرى صغيرة الحجم متفرقة عليها رسوم مناظر لحيوانات بحرية ووجوه آدمية ، وقد استخدمت في رسم تلك اللوحات الألوان ( البني ، الأحمر ، الأسود ) ، كما تظهر آثار الألوان ( الأصفر ، الأزرق ، الأخضر(.وتلك الرسوم الجدارية ليس لها مثيل على مستوى الجزيرة العربية حيث لم يعثر على أي رسوم جدارية أخرى ماعداً بعض الرسوم الصغيرة في قرية الفاو ـ جنوب المملكة العربية السعودية ـ .ثالثاً : المعبد ـ معبد سين المسمى ( إ ل م ) : يقع هذا المعبد داخل مدينة شبوة القديمة ، ويعود تاريخ بنائه إلى فترة بناء المدينة ، وهذا المعبد ذاع صيته في الأرجاء لكونه يعتبر معبداً ثرياً له الكثير من الأملاك وذلك لكون القوافل التجارية التي تصل مـن " ميناء قـنـا " تصل إليه أولاً ـ باعتباره أول محطة تجارية ـ ، وعندها يقوم الكهان بفرض ضريبة العشر الواجبة للمعبد .وكان يقام له احتفالاً ومهرجاناً سنوياً يشبه موسم طقوس الحج الذي كان يقام للإله ( المقة ) في معبد ( أوام ) بمدينة مأرب عاصمة السبئين .وقد ظل هذا الاحتفال الكرنفالي يقام سنوياً منذ بناء المعبد وحتى ( القرن الثالث الميلادي ) ، وهناك حـادثـة مشهـورة لـهـذا الاحتفال فـي ( القرن الثالث الميلادي ) ، وهـي أن الملك المشهور " شمر يهرعش " ملك سبأ وذ ريدان ، أوفد إلى الاحتفال وفداً ممثلاً من قبله لحضور المهرجان ، وكان الهدف من هذا هو دغدغة مشاعر الحضارمة الدينية ومحاولة كسب ولائهم .رابعاً : قنوات الري والأراضي الزراعية : تحيط الأراضي الزراعية بخرائب مدينة شبوة القديمة من كافة الاتجاهات تقريباً ، فسهل شبوة يقع عند مخرج الوديان مما وفر ظروفاً ملائمة لقيام الزراعة بشكل واسع النطاق ، وقد اعتمد ري تلك الأراضي الزراعية على مياه السيول الناتجة عن الأمطار الموسمية التي تهطل عادة في الأشهر من ( إبريل إلى أغسطس ) ، وهي أمطار غزيرة منتظمة .ومن تلك السيول تروى الأراضي الزراعية بواسطة شبكة ري صناعية مازالت آثار منشآتها قائمة حتى اليوم ، حيث يوجد في أعلى الأراضي الزراعية على اليمين ، منشأة ضخمة هي عبارة عن حاجز للمياه ( سد ) ، تتفرع منها قنوات رئيسية ، وهي التي تتفرع منها قنوات فرعية ، وتمثل عملية ري ( سقي ) الأراضي نظاماً معقداً مازالت الحاجة ماسة لدراسته ـ عن قرب ـ عن طريق الحفريات الأثرية العلمية .خامساً : المقابر : توجد المقبرة على التلال الشرقية للمدينة ، وقد كانت تتكون من غرف بأحجام مختلفة ، بعضها عبارة عن كهوف متسعة وكبيرة وهي التي أفرغت مـن محتوياتها واستخـدمـت ـ حالياً ـ كمخازن من قبل الأهالي .وهناك قبران داخل أسوار المدينة أسفل تل خليف ـ الفرضة ـ يبعد القبر الأول عن الثاني بمسافة ( 3.5 متر ) يتجه مدخل القبر الأول نحو الجنوب الغربي ، أما الثاني فيتجه مدخله نحو الغرب ويقابل النويدرة وهي عبارة عن مساحة من الأرض المستوية تفصل التلال عن المدينة القديمة ، ونظراً لعدم أهميتها من حيث المعثورات الأثرية سنكتفي بالحديث فقط عن القبر الأول .ويتكون القبر الأول من مدخل مبنى بالحجارة ، ومن بهو بني من الخشب يؤدي إلى غرفتين حفرتا في التل على مستويين متفاوتين ، ويوجد أمام مدخل القبر ساقية مياه مرتفعة وحوضان ، وقد عُثر في هذا القبر على مجموعة من الأثاث الجنائزي إضافة إلى اسم المتوفي ، وقد أمكن معرفة تاريخ بناء القبر من خلال النقش الذي ذكر اسم المتوفي ، إذ يعود إلى ( القرن الأول الميلادي(.تلك هي أهم آثار مدينة شبوة القديمة ، تلك المدينة الهامة التي لم تغفل المصادر الإخبارية عن ذكرها ، فقد ذكرت في الكتاب المقدس ـ سفر التكوين ـ منذ ( القرن العاشر قبل الميلاد ) ، ثم ذكرت عند المؤرخين الإغريق مثل ( أير اتو ستين ) ، و ( بلينيوس ) المؤرخ اليوناني فقد تناول تفصيلات هـامـة عـن عملـيـات المبـادلات التجاريـة فـيـهـا ، وذكـرت كذلك فـي كتاب ( الطواف حول البحر الإرتيري ) بأنها مدينة غنية ، وهي كذلك ولكن نتيجة لغزوها من قبل السبئين في نهاية ( القرن الثاني الميلادي ) في عهد الملك السبئي " شعرم أوتر " ، أصبحت عاصمة فقيرة لأن السبئيون نهبوها تماماً ، لدرجـة أن أحـدهم ذكـر في نقش عثر عليه في معبد ( أوام ) ـ محرم بلقيس ـ في مدينة مأرب أنه عاد من شبوة بتمثالين من الفضة نهبهما من معبد الإله سين المسمى ( إ ل م ) أثناء تلك الغزوة .4- العُقلة :يقع جبل العقلة في السهل إلى الغرب من مدينة شبوة القديمة عاصمة مملكة حضرموت ، ويبعد عنها بحوالي ( 15 كيلومتراً ) تقريباً ، وقد اشتهر هذا الموقع بعد اكتشافه من قبل الرحالة الإنجليزي ( سانت جون فلبي ـPhillipy . J .B ) الذي اخترق أطراف الربع الخالي قادماً من المملكة العربية السعودية إلى حضرموت في عام ( 1936 م ) ، ففي محطاته الأخيرة من تلك الرحلة وبينما كان يجتاز السهل الرملي الذي ذكرنا بأنه يقع إلى الغرب من مدينة شبوة القديمة مر بجبل صغير فأراد أن يصعد إلى قمته ليتسنى له أن يرى الأرض من حوله ، وبينما هو يعد العدة لذلك تفرق رفقاؤه ـ من سكان المنطقة ـ الذين كانوا معـه في المكان ، وفجاءة أهاب به مرافقه " صالح الحزيق " من قبيلة الكرب أن يأتي ليشاهد نقوشاً وجدها على صخرة ، وكانوا قد شاهدوا فوقها بقايا بناء صغير . ويقول فلبي : " فتحركت نحو الصخرة لأرى ماذا وجد صالح ؟ فإذا به يشير إليه ، ولقد دهشت مما رأيت ، فقد كان سطح الصخرة المواجهة لي مغطى بالنقوش فدورت حولها فإذا بكل جوانبها ملأى بها ، وهكذا وقعت عفواً على ما لا بد أن يكون أهم نصب خطي تذكاري لمنطقة شبوة " .ثم زار المنطقة بعد فلبي الأمريكي ( إلبرت جام ـ Jamme.A ) ، ونـشـر نـقـوشـهـا فـي عام ( 1964 م ) ، ويقول عن تلك النقوش : " مع أن مجموعة نصوص العقلة قليلة العدد نسبياً فإننا نعدها جوهرة ثمينة تنطوي على صفحة جـذابـة مـن تـاريـخ حضرموت وقضاياها اللغوية ، …. إن مجموعة نصوص العقلة صغيرة في عددها نسبياً ولكنها تقدم لنا معلومات على جانب كبير من الأهمية عن فترة التاريخ الحضرمي تشمل حكم أربعة من الملوك " .ثم زار العقلة بـعـد السيد ( Jamme.A ) الأستاذ القدير الدكتور " محمد عبد القادر بافقيه " في يوليو من عام ( 1964 م ) الذي قال عن العقلة : " ومهما تكن الأسباب التي من أجلها اختيرت العقلة وقلعتها القديمة " أنودم " لتخليد ذكرى أولئك الملوك فإنه لاشك في أن جبل العقلة كان ولا يزال موقعاً استراتيجياً هاماً يسيطر تماماً على طرق المواصلات التجارية ، إنني أستطيع أن أغمض عيني وأن أتصور ذلك السهل الفسيح " يشغى " بالحركة ، تجتازه القوافل ذاهبة آيبة في طريقها من المدينة العظيمة شبوة ـ إذ لابد أنها كانت عظيمة ـ أو في طريقها إليها " .ذلك ما قيل حول العقلة وجبل العقلة ولكن ما هو الدور الذي لعبته تلك المنطقة في التاريخ الحضرمي ؟ وما هي بقاياها الآن من الأطلال ؟ ، لقد لعبت العقلة دوراً هاماً في التاريخ الحضرمي - وأن كان في فتراته المتأخرة - حيث كان يتجه الملك وحاشيته وكبار رجال الدولة وإلى جانبهم يضم وفودَّاً مشاركة منها الوفد الرسمي الحميري والوفد التدمري ( تدمر – سوريا ) والوفد الكلداني ووفود هندية إلى جبل العقلة ، وهناك تقام مهرجانات كرنفالية ضخمة تمر بمراسيم وطقوس متعددة أهمها طقوس الاصطياد ، حيث كان يتبارى المشاركون على اصطياد الحيوانات البرية التي كانت توجد بكثرة في سهل العقلة .وتختتم المهرجانات الكرنفالية ، بتنصيب الملك وتعيين الوزراء وكبار الإداريين للمملكـة الحضرمية ، ويعتبر الملك " إل بين بن رأب إل " هو أول ملك حضرمي استن عادة الذهاب إلى العقلة في مطلع ( القرن الثاني الميلادي ) وتبعه من بعده الملوك الحضارمة الذين اعتلوا سدة العرش الحضرمي .وقد خلد كل ملك منهم ذكرى تلك العادة في نقوش سجلوها في صخور جبل العقلة ، كما أقام بعضهم بعض المنشآت الضرورية مثل ـ محفد أنودم ـ ، وذلك لاستخدامها أثناء إقامة الملك وحاشيته والوفود المشاركة في مهرجان العقلة .ـ بقايا أثار العقلة : تتكون العقلة من جبل توجد في أعلاه صهاريج للمياه وبناء أثري يتوج تلك الصخرة ، فهو مبنى من صخور الجبل ولم يستخدم لربط حجاره ـ أي مؤنة ـ ، تلك الأحجار الخشنـة ـ التي لا يمكن تشكيلها ـ ، وفي أسفل ذلك الجبل وجدت ثلاث آبار للمياه في جهته الشمالية ، أما نقوش جبل العقلة فقد وجدت موزعة في صخور كثيرة من صخور ذلك الجبل . ويستخدم موقع العقلة إلى جانب إقامة المهرجانات فيه كموقع للسيطرة على طرق القوافل التجارية التي تستخدم الطريق بين الجنوب والشمال ، إضافة إلى كونه مركزاً دفاعياً متقدماً لصـد أي هجمات مباغتة على مدينة شبوة من جهة الغرب أو الجنوب ـ من قبل مملكة سبأ ، أو مملكة قتبان ـ ، وقد وجدت بناية في الجهة الغربية ـ ربما بأنها كانت حصناً ـ أقيمت لإغـراض الحراسة ، ويمتاز موقعها بأنه يشرف بسهولة على ثلاث جهات هي الشمالية والغربية والجنوبية ، وقد كانت الحامية التي تقيم في تلك البناية تقوم بمراقبة أيـة تحركات في السهل الفسيح الممتد غرباً نحو مشارف الدول القديمة المجاورة خاصة سبأ وقتبان ، وذلك إما لصد أي عدوان مباغت أو للسيطرة على طرق القوافل من أجل فرض الرسوم الجمركية . 5- حصن بن طالب :يقع " حصن بن طالب " في رضوم إلى الجنوب الشرقي من مدينة عتق ، وهو عبارة عن مبنى أقيم عـلى إحـدى المرتفعات الصخرية ، ويتكون من طابقين وسور السطح ويبلغ ارتفاع واجهته نحو ( عشرة أمتار ) ، وهيئة المبنى على شكل مستطيل أبعاده ( 12 × 8 مترات ) مبني بالأحجار وملبس بالطين المخلوط بالتبن ، ويعتبر واحداً من الحصون التي ظهرت فيما بين ( القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين ) أثناء تواجد سلطة الواحدي على هذه الأراضي ويعتبر أحد منشآتها الحربية .
مديرية ميفعة :1 - نقب الهجر :يقع " نقب الهجر " على وادي ميفعة ( حبان ) ، ويشرف على ملتقى واديي حبان وعماقين ، اللذين يشكلان وادي ميفعة ، على مرتفع يشرف على الأراضي الزراعية الفسيحة التي تقع في جهاته الثلاث ( الشمالية والشرقية والجنوبية ) ، وتنتشر خرائب الموقع في قمة إحدى التلال التي ترتفع عن مستوى سطح الوادي بحوالي ( 50 قدماً ) ، وتحتل مباني المدينة القديمة مساحة قدرها حوالي ( 800 ياردة ) طولاً ، و ( 350 ياردة ) عرضاً ، وقد كانت المدينة محاطة بسور مبني بالحجارة الضخمة المشذبة باستثناء موقعين صغيرين يشرفان على جرفين يصعب تسلقهما لمناعتهما الطبيعية ، وقد كان ارتفاع سور ذلك الموقع يصل ما بين ( 11 - 15 متراً ) وفي نفس السور بنيت تحصينات دفاعية تمثلت في عدد من الأبراج التي تصل حوالي ( 35 برجاً ) ، وأهمها ـ جميعاً ـ برجان يشرفان على البوابة الشمالية للمدينة ، فقد كانت لها بوابتان كبيرتان إحداهما في الجهة الشمالية ، وهي تشرف أشرافاً مباشراً على مجرى الوادي ويبدو أنها كانت البوابة الرئيسية للمدينة لأنها تتميز بتحصينات ضخمة إلى جانب اتساعها أما البوابة الأخرى فتقع في الجهة الجنوبية من السور ، وتشرف على الأراضي الزراعية الواسعة وعلى موقع مجاور يعتقد بأنه مقبرة المدينة أو أنه معبد من معابدها حيث أن هناك قاعدة تقول : " بأن أعظم المدن اليمنية القديمة تلك المدن التي كانت تقع على خط التجارة " ، كما يوجد إلى جوارها بعيداً عن الأسوار معبداً خارجياً لأحد آلهة المدينة المعبود فيها ، وقد كان سور المدينة من نوع الأسوار الذي عادة يتكون من جدارين داخلي وخارجي وجدران عرضية تربط بينهما ، وهي ظاهرة وجدناها في " هجر أمبركة " الذي يقع في أعلى وادي مرخة ، وتلك التحصينات الضخمة المتمثلة بالأبراج والأسوار تدل على أهمية المدينة بالنسبة للدولة الحضرمية التي كان تعتبر مدينة " نقب الهجر " إحدى مدنها على الطريق التجاري القادم من ميناء قنا .و " نقب الهجر " هو الموقع أو المدينة التي تطلق عليها النقوش اسم ( م ى ف ع ت )
وهو الاسم الذي أطلق مؤخراً على الوادي بأكمله ، ولا توجد هناك مؤشرات تدل على أن هذه المدينة قد كانت قائمة قبل ( القرن السابع قبل الميلاد ) ؛ وذلك لأن " كرب إل وتر بن ذمار على " مكرب سبأ لم يذكرها في نقشه المشهور بنقش النصر الموسوم بـ ( RES. 3945 ) ويحتمل السيد ( Bretion.J.F ) الذي قام بدراسات أثرية فيها إلى احتمال أنها قد بنيت من قبل الحضارمة في ( القرنين الثاني أو الثالث قبل الميلاد ) ، لقد كانت الأهمية التي حظيت بها هذه المدينة بأنها محطة على الطريق التجاري الذي كان ينطلق من قنا ليصل إلى شبوة عاصمة حضرموت ، وتمنع عاصمة قتبان في طريقين منفصلين ينطلقان من مدينة ميفعة ، ووادي ميفعة هو أحد الوديان التي ذكـرت في نقش النصر الذي سجله المكرب السبئي " كرب إل وتر " والذي يـعـود تـاريخه إلى ( القرن السابع قبل الميلاد ) والموسوم بـ ( RES. 3945 ) ، وهو النقش الذي دون فيه ذلك المكرب السبئي الكثير من مسميات المناطق والمدن والوديان في ذلك الوقت وفي مختلف الأراضي اليمنية .لقد كان وادي ميفعة في بادئ الأمر أحد الوديان التابعة لمملكة أوسان تلك المملكة التي كانت قد مدت نفوذها من المعافر ـ الحجرية حالياً ـ إلى وادي جردان في حضرموت وما بينهما من أراضي لحج وأبين والشواطئ الجنوبية للجزيرة العربية ، وهي الدولة التي قضى عليها ذلك المكرب السبئي وأعاد الأراضي المسلوبة من قتبان وحضرموت إلى أصحابها ، وقد دون في نقشه بعضاً من مواقع وادي ميفعة التي دارت فيه معارك طاحنة أحرقت ودمرت فيها مدن الوادي ومنشآته التحتية ، ثم انتقلت ملكية هذا الوادي عقب ذلك إلى مملكة حضرموت منذ ( القرن السابع قبل الميلاد ) حتى ( القرن الثالث الميلادي ) ، ثم ظهر بعد ذلك وادي ميفعة كأحد أودية الأسرة اليزنية التي كانت تتخذ من وادي ومدينة عبدان حاضرة لهم
2- وادي عماقين (عمقين(:ينحدر هذا الوادي الواقع إلى الجنوب من عتق من السلسلة الجبلية الشمالية التي تمثل قرية الظاهرة ولعبل والمبرك خط تقسيم المياه فيها ، فمنه تنحدر السيول شمالاً إلى رملة السبعتين عبر وادي جردان وجنوباً إلى البحر العربي عبر وادي عماقين وميفعة ، وتصب في وادي عماقين مجموعة من الروافد مثل الحنكـة والشعيب ورهـوان وغُر وتشكل مصادر الوادي الأولى لتمر عند " قرية عمقين " في وادٍ واحد هو وادي عماقين الذي يطلق على الوادي حتى التقائه بوادي حبان عند المدينة الأثرية ـ نقب الهجر ـ كما يصب أيضاً في وادي عماقين مجموعة من الروافد أهمها : شعب ثرة ، شعب فطوم ، شعب ياية ، شعب حلوف ، شعب توريق ، شعب ينبق ، ووادي سلمون .ووادي عماقين وادٍ جميل ، يبلغ طوله قرابة ( 25 كيلومتراً ) تقريباً ، تنتشر على ضفتيه العديد مـن القرى ذات المنازل المتعددة الأدوار والمبنية باللبن تشابه كثيراً منازل مدينـة شـبـام حضرموت.......،







































محافظة شبوة

محافظة شبوة
الموقع : تقع محافظة شبوة شرق العاصمة صنعاء ، وتبعد عنها بمسافة ( 458 كم ) تقريباً ، وعلى ارتـفـاع حـوالي ( 3400 قدم ) عـن مستوى سطح البحر ، وتـقـع على خـطي طول ( 46ْ - 48ْ ) شرقاً ، وخطي عرض ( 14ْ - 16ْ ) شمالاً ، وتحدها من الشرق محافظة حضرموت ، ومن الجنوب البحر العربي ، ومن الغرب أجزاء من محافظة مأرب ومحافظة أبين ومحافظة البيضاء ، ومن الشمال أجزاء من محافظة حضرموت ، ومحافظة مأرب وصحراء الربع الخالي . السكان : يبلغ عــدد سكان محافظة شبوة حسب التعداد السكاني لعام ( 1994 م ) حــوالي " 375.541 " نسمة . المناخ : يسود محافظة شبوة المناخ الصحراوي الحار صيفاً والمعتدل شتاءاً ويميل إلي البرودة أثناء الليل ، وتهطل الأمطار في فصلي الربيع والصيف . التضاريس : تضم شبوة أراضي متنوعة التضاريس بين جبال وسهول وصحاري تمتد شمالاً باتجاه الربع الخالي وسواحل واسعة الأطراف على البحر العربي . الصناعات الحرفية : تنتشر العديد من الصناعات الحرفية في مديريات محافظة شبوة مثل الحدادة وذلك لصناعة الفؤوس والسكاكين والجنابي ، بالإضافة إلي الأدوات الزراعية ويستخدم الكير والنفخ والطرق بأسلوب بدائي ، وصناعة المعاوز وهي صناعة نسيجية قديمة بدأت في مديرية الروضة بمحافظة شبوة التي تعتبر مركز لهذه الصناعات باستخدام الوسائل التقليدي]ة القديمة ، وصناعة الفضيات حيث يصنع من الفضة أنواع مختلفة من الحلي وهذه الصناعة متوارثة جيل بعد جيل .ـ التسمية : اسم شبوة هو اسم لمدينة أثرية قديمة في أقصى غرب وادي حضرموت على أطراف مفازة صيهد ، وعلى أراضي محافظة شبوة قامت أقدم ثلاث عواصم لأقدم الدول اليمنية القديمة والتي لازالت بقاياها شامخة برغم مرور الزمن وتلك العواصم هي : ـ " يهر" عاصمة مملكة أوسان ، وتقع إلى جهة الشرق من مديرية بيحان وإلى جهـة الشمال من محافظة شبوة . ـ " شبوة القديمة " عاصمة مملكة حضرموت القديمة ، وتقع في أقصى غرب وادي حضرموت على أطراف مفازة صيهد ، في شمال شرق محافظة شبوة .ـ " تمنع " عاصمة مملكة قتبان ، وتقع في وادي بيحان شمال غرب محافظة شبوة .وعلى سواحل هذه المحافظة التي تشرف على البحر العربي كانت ميناء قنا القديمة التي تمثل أعظم موانئ العالم القديم حيث كانت تربط بين دول جنوب شرق آسيا ودول شرق أفريقيا بالحضارات التي كانت قائمة في بلاد ما بين النهرين وسوريا ومصر وبلاد اليونان والرومان ، عبر طريق القوافل التجارية البرية ، كما كانت تصدر منها أجود أنواع اللبان والطيوب اليمني إلى مراكز تلك البقاع التي كانت تستخدمه لأغراض طقوسية دينية في معابدها ، وقد ذكرها الهمداني في كتابه الصفة بقوله : " وفيما بين بيحان وحضرموت شبوة مدينة لحمير وأحد جبلي الملح بها والجبل الثاني لأهل مأرب ، ثم قال : فلما تحاربت حمير ومذحج خرج أهل شبوة من شبوة فسكنوا حضرموت وبهم سميت شبام وكان الأصل في ذلك شباه فأبدلت الميم بدل عن الهاء ، ويقصد الهمداني هنا بشبوة هي المدينة القديمة وذكره أن شبوة قد دمرت في الحروب ، فذلك ما تؤكده النقوش اليمنية القديمة وسنتناوله بالتفصيل عند الحديث عن موقع مدينة شبوة القديمة ، أمَّا ذكره بأن أهـل شبوة انتقلوا إلى شبام حضرموت وسميت بهم فذلك غير مؤكـد لأن اسـم مدينـة شبام معروف في النقوش ( ش ب م م ) ولم يؤخذ من شبوة التي كانت تذكر في النقوش (كما ذكر الهمداني بقية أراضي ومدن محافظة شبوة والقبائل التي كانت تقطنها حيث ذكر :- وادي مرخة : أولها عبرة وهي لبني لقيط من صُداء ، البجباجة لصُداء وادٍ كثير النخيل لبني شداد من صُداء وفيهم بطن يقال لهم بنو فرط دخيل ، حُزا لبني صُداء لبني شداد منهم ، لجية وادِ كثير النخل والعلوب لبني شداد ، والمشكان لبني شداد ، والمديد لبني سليم من صُداء ، خورة والحجر والجرباء لبني ذي معاهر من حمير ولقوم من صداء وبني ماوية فهذه هي مرخة وقبائلها عند الهمداني .- عبدان : لبني عيذ الله من صُداء وحصنهم فيه معروف ، وبنو عيذ الله بن سعد العشيرة .- جردان : وادٍ عظيم فيه قرى كثيرة لجُـف ، ويشبم وادٍ عظيم للإيزون من حمير ، وحجر بني وهب لبني عامر من كندة .- بيحان : وأما بيحان فان لها طريقين : الصدارة وادٍ يهريق في بيحان منه شربهم ، وأهله الرضاويون من طي وهم من بني عبد رضا ، والثاني وادٍ آخر وسكان بيحان مراد إلى العطف ، وأسفل بيحان والعطف يسكنه المعاجل من سبأ ثم من وراء ذلك الغائط إلى مرخـة ، ورؤساء مراد بيحان آل المكرمان ، وهم الخساسات ويقال إن الخساسات من ولد الأشرس بن كندة ، وهم بيت أبن ملجم ، ولآل المكرمان شرف وسؤدد ومقام في مذحج ، تلك هي أهم المواضع التي ذكرها الهمداني في شبوة .وشبوة هي المحافظة ومركزهـا الإداري عتـق ، وتشتهر بوديانها الخصبة الصالحة للزراعة، مثل : وادي جردان في المديرية الشرقية ، ووادي عين ووادي بيجان في المديرية الشمالية ، ووادي ميفعة في المديرية الجنوبية ، ووادي مرخة ووادي عبدان ووادي يشبم في المديرية الوسطى .ـ الجبال والهضاب : أمَّا أشهر الجبال والهضاب فيها فهي سلسلة جبال الكور التي تفصل بينها وبين محافظة حضرموت ، وهضبة الشرورة ، وسطحها شبه مستوى ، وأغلب المناطق الشرقية للمحافظة هضاب ووديان واسعة ، والجزء الشمالي من المحافظة يعد جزءاً من صحراء الربع الخالي ، وعلى الأطـراف الجنوبيـة لهـذه الصحراء المترامية الأطراف قامت ممالك قوية لها حضارات عريقة ( أوسان ، حضرموت ، قتبان)

المناضل عمر احمد صلفوح السليماني


عمر أحمد صلفوح السليماني :

عمر أحمد صلفوح السليماني، من مواليد عام 1930م بقرية الهمة، منطقة المطهاف بسلطنة الواحدي، لأسرة قبلية معروفة .

لم تسعفه الظروف الأسرية القاهرة في أخذ نصيبه من التعليم. رابط في قريته راعياً للغنم ومنتفعاً بلحمها ولبنها وجلدها.
صلفوح في جيش الليوي:
وفي العام 1957م التحق عمر صلفوح بجيش محمية عدن (الليوي) جندياً في إحدى الوحدات العسكرية المرابطة في مكيراس، حاضرة السلطنة العوذلية، وحصرت مهمته بالرماية على الرشاش الثقيل المعروف بـ «البرن» BREN .GUNوفي نهاية عام 1959م انتهز فرصة مرابطته في منطقة حدودية مع المملكة المتوكلية اليمنية، فشد الرحال هارباً من مكيراس وبحوزته رشاشه البرن وبندقيته العتيقة الـ «كنده» ظناً منه أنه سليتحق بقوى معادية للوجود البريطاني في الجنوب، وظل يتنقل بين صنعاء وتعز والبيضاء دون جدوى فعزم على العودة إلى قريته الهمة في نهاية عام 1960م.صلفوح يستجيب لثورة 26 سبتمبر
ما إن أعلنت ثورة 26 سبتمبر 1962م عن نفسها من إذاعة صنعاء، حتى احتشدت مجاميع كبيرة من عدن ، وما كانت تسمى بمحميات عدن الغربية، وكان عمر صلفوح على رأس مجموعة كبيرة من أبناء المنطقة التحقت بصفوف ثورة 26 سبتمبر وتقرر التحاقهم بالجيش الشعبي.أعلن عن الثورة في الجنوب ومن جبال ردفان مكاناً و14 أكتوبر 1963م زماناً، واستجاب عمر صفلوح ومجاميع لنداء ثورة 14 أكتوبر والتحقوا بصفوف الثورة في ردفان، ورافق صلفوح عمر أحمد ملاقي القشعوري ومجاميع من قبائل آل باكازم وآل فضل.
عودة صلفوح إلى مسقط رأسه:
عاد عمر صلفوح إلى مسقط رأسه (الهمة) بأرض الواحدي بغية إنشاء خلايا للثورة في منطقته، واستدعته السلطات للتحقيق معه أكثر من مرة وامتنع في الأخير عن المثول، فتم احتجاز شقيقه وابن عمه رهينتين في سجن (لبيض) بميفعة عاصمة السلطنة الواحدية، نسق عمر صلفوح مع ابن عمه الشهيد مهدي هادي المسري السليماني، جندي في الحرس الثاني وتم الاتفاق على احتجاز الحراسات والاستيلاء على سلاحهم وإطلاق سراح الرهينتين ، ولجأت اسرة الشيخ هادي بن محمد المسري السليماني إلى الجبال بعد تنفيذ تلك العملية.
محمد علي هيثم سبب قدومه وسبب رحيله:
تواصلت رسالة عمر صلفوح في الكفاح المسلح من خلال انتمائه لجبهة التحرير، وشاءت الرياح أن تهب على غير ما اشتهته السفن، حيث سقطت سلطنة الواحدي بيد جبهة التحرير، ولم تستقر الأمور حتى تسلمت الجبهة القومية وثيقة الاستقلال في جنيف، ورحل آخر جندي بريطاني في 30 نوفمبر 1967م، ونزح في الاتجاه المقابل مناضلو جبهة التحرير إلى المحافظات الشمالية.منح محمد علي هيثم، وزير الداخلية في جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، الأمن والأمان لعمر صلفوح ومجاميعه، حيث منح صلفوح رتبة ملازم ثان وبيتاً في مدينة الشعب، وعين الشهيد مهدي هادي المسري مأموراً لمديرية نصاب وتمت ترقية الشهيد مبارك علي بن لخزع الى ملازم ثان، وبعد استقالة هيثم في اغسطس 1971م، شعر صلفوح وجماعته بخطورة الأوضاع فغادر أرض الوطن مع جماعته والتحقوا بجيش الإنقاذ. وفي العام 1988م انتقل عمر صلفوح إلى جوار ربه في أرض الكنانة جمهورية مصر العربية وتم دفنه في ثرى قاهرة المعز.تزوج عمر صلفوح خمس مرات، آملاً بارتزاق البنين، إلا أن إرادة الله فوق كل إرادة .