الشيخ عبد الله سالم الحميري
الشيخ عبدالله سالم الحميري:
الشيخ عبدالله سالم الحميري:
أعان اللاجئين والمحتاجين لأنه عرف معنى النكبة..
الولادة والنشأة.
.من مواليد عام 1938م في قرية المطهاف، رضوم، سلطنة الواحدي (محافظة شبوة حالياً)، تلقى تعليمه في كتاب القرية على يد العلامة احمد بن عبدالله المعلم. عند بلوغه العاشرة من عمره، شهد عبدالله سالم الحميري انتفاضة مسلحة قادها والده الشيخ سالم بن سعيد الحميري عام 1948م ضد السلطنة التي سعت الى بسط نفوذها بمساعدة البريطانيين على القبائل، ودارت الحرب سجالاً مدة عامين وحسمها طرف السلطنة والسلطات البريطانية باستقدام قوات من قيادة جيش محمية عدن الشرقية في المكلا بمساندة دوية تكبدت المنطقة خلالها خسائر فادحة في الممتلكات، على وجه الخصوص، فأدرك الشيخ سالم الحميري بأن تصعيد المقاومة سيعرض المنطقة لمزيد من الاضرار في الارواح والممتلكات.
الرحيل الى آل باكازم والبيضاء
امام ضراوة النيران البرية والجوية الكثيفة، اضطر الشيخ سالم الى الانسحاب من أرضه، حيث نجحت الاسرة ومعها ابنه الطفل عبدالله سالم وعبيده الى منطقة لباخة من أرض باكازم في ضيافة صديقه محمد الهبروش الكازمي، فيما غادر الشيخ سالم سعيد الحميري والمجاميع القبلية المناصرة له الى البيضاء والتحقت به أسرته ليستقر بهم المقام في البيضاء.
الشيخ عبدالله الحميري في تعز
انتقل الشيخ عبدالله سالم الحميري الى مدينة تعز، حيث واصل دراسته في المدرسة الأحمدية في تعز حتى اكمل دراسته الثانوية، وكان من أبرز اساتذته الاستاذان عمر صبري ومحمد حسين عامر. اكتفى الشيخ عبدالله سالم الحميري بذلك القدر من التعليم وتطلع الى ميدان العمل باعتباره مدرسة الحياة التي ستضيف له دروساً لا يحصل عليها طلاب الدراسات العليا. خرج الشيخ عبدالله سالم الحميري الى ميدان العمل ليثبت ذاته ويجسد رجولته ليأخذ نصيبه من كده وعرقه فاختار التجارة مهنة له وتدرج في دروبها واستأنس لتجارة الاسلحة الفردية بين اليمن وجيبوتي والحبشة بمساعدة الشيخ عوض الخليفي.الشيخ الحميري من المرجعيات الجنوبية البارزةيعتبر العام 1958م
من المحطات البارزة في سيرة الشيخ عبدالله سالم الحميري،
حيث شهد ذلك العام وفاة المغفور له بإذن الله والده، الشيخ سالم سعيد الحميري فانتقل كل أفراد اسرته الى تعز، بينما رابط شقيقه الشيخ أحمد سالم الحميري في البيضاء.نعم أفراد أسرته بالاستقرار في لواء تعز، بعد تمكن الشيخ عبدالله من تأسيس نفسه وكيانه التجاري الذي برز من خلال بناء منزلين في منطقة الجحملية ورزق يسره له الله طالما وأن ذلك الرزق شمل الارحام والمحتاجين، وحققت تلك المكانة للشيخ عبدالله اسماً يشار له بالبنان، وأصبح من المرجعيات الجنوبية البارزة في المملكة المتوكلية اليمنية، فكان مقصداً لأي جنوبي قادم الى الشمال ليحظى بمساعدة الشيخ عبدالله في قضاء حاجته.
محطات اربع وبصمات بارزة للشيخ الحميري
أحكم الشيخ عبدالله سالم الحميري يرحمه الله عندما حصّن مكانته الاجتماعية من الانجراف وراء التيارات والمنعطفات السياسية، واكتفى بتقديم الدعم المادي والنصح والمشورة لإخوانه الجنوبيين، فبرزت بصماته في اربع محطات لاحقة بدأها بثورة 26 سبتمبر 1962م، حيث كان الشيخ عبدالله من السباقين بتجهيز مجاميع جنوبية قصدت مساعدته في مقر إقامته بتعز، وكانت تلك المجاميع من الطلائع السباقة التي هبت للدفاع عن الثورة.كما قدم الشيخ عبدالله سالم الحميري كل أشكال الدعم والمساندة بعد قيام ثورة 14 أكتوبر 1963م، ويعرف تلك الحقيقة الرعيل الاول من رجال الانتفاضات والثورة وعرفوه رجلاً كريماً لا يبخل بتقديم المساعدة والنصح، كما عرفوه شخصية اجتماعية مستقلة.شهدت مناطق الاطراف بين شطري اليمن تدفق أعداد كبيرة من الجنوبيين الى المحافظات قبل نهاية الاسبوع الاول من نوفمبر 1967م، وفي الثلث الاخير من يناير 1986م حيث انتمت المجاميع الاولى من النازحين الى المهزومين في الحرب الاهلية التي دارت رحاها بين فصائل العمل السياسي والعسكري والتي حسمت لصالح الجبهة القومية فيما انتمت المجاميع الثانية من النازحين إلى الفصيل المهزوم في أحداث 13 يناير 1986م المأساوية، وتولى مقاليد الامور الفصيل المنتصر الذي أصبح علي سالم البيض زعيماً له.برزت بصمات الشيخ عبدالله سالم الحميري عند ذينك المنعطفين وسمت أيادية البيضاء بتقديم الدعم والمساعدة لكل من طرق بيته دون تمييز بين منطقة وأخرى، ونأى بنفسه عن أن يخوض مع الخائضين.
الشيخ الحميري محتسب عند ربه
ظل الشيخ عبدالله سالم الحميري على وفائه مع أهله وناسه حتى ملاقاته ربه في نهاية 1989م وخلف وراءه سجلاً عطراً حافلاً بحب الانسان و(4) أولاد و(8) بنات من زيجته الاولى (من بيت القربي، المعروف في البيضاء) و(4) أولاد و(4) بنات من زيجته الثانية (ابنة الشيخ محمود حسن بن الحزم، من مشايخ ردفان).دفن جثمان الشيخ الحميري في جزء من مقبرة اشتراها من حر ماله خصها لأسرته والتي تضم - الى جانب قبره - قبري الشيخ محمود حسن (والد زوجته) وابن عمه علي أحمد لشرخ، الذي انتقل الى جوار ربه عام 1988م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق